الجمعة، 1 ديسمبر 2017

بلا نحنحة

أستمتع.. أنتشي.. أبتسم جدًا، بالتناقض عندما:
أرى (رجل/ ذكر) يتحدث بنبرة جادة لا تخلو من الصدق، مع أن الموضوع رومانسي.. شاعري.. تمامًا.
ربما لاحظت أن طبقة صوته صارت أخفض قليلًا، لكن.. لا نحنحة، لا لزوجة من إياهم.
يمكن اختصار بالقول: كان هناك (رجل).. يتكلم.
أشغف بتأمل أصدقائي عندما يدخلون في هذه الحالة، أثناء رويهم قصة يخوضونها، أو خاضوها بالفعل، آه، لو يعلمون كم أبذل -كياسين- قدرًا فائقًا من جهاد النفس، كي أحترم فضفضتهم، ولا أدلي بتعليقات من نوعية:
- يوغتي كميلة.
- هييييح، وإيه كمان؟
على الناحية الآخرى، جديتهم لا تترك لك المساحة الكافية لأي ردود مازحة.
أكثر نموذج راقني مؤخرًا، لهذه الجدية، عندما شاهدت الفنان (إياد نصار) في لقاء تلفازي، يسألونه: كيف التقيت زوجته؟
قال أنها كانت صديقته منذ مدة طويلة للغاية، ولم يعرف متى وكيف بدأ يحبها.
داعبها بعبارة عن الزواج، وكرر هذه المسألة أكتر مرة، حتى استوقفته ذات مرة، وسألته عن السبب، "ألا تلاحظ أن المزاح زاد عن الحد، في هذه النقطة؟! ما الذي تقصده بالضبط".
بخصوص الجزء الأخير من السؤال، هو نفسه لم يكن يعرف، اضطر للجلوس مع نفسه طويلًا.
عندما سألوا (إسعاد يونس) لماذا لم تقم بأدوار رومانسية، أجابت:
- لأنني إذا تلفظت بعبارة رومانسية، أجد الأمر مضحكًا، فلا أستطيع المواصلة.
أتفق معها تمامًا، غير أنني عندما استمعت إلى (نصار) حينذاك، لم أضحك.
قال أنه لا يدرك ما هو (الحب)، هو -فقط- يسر جدًا بالحديث معها، أو حتى مجرد تواجدها في نفس نطاق العمل.
بنفس اللهجة الجادة، ذكر المقطع الذي ينتمي لـ (فيروز)، إذ تقول: (بحبك ما بعرف "كيف"، هن قالولي).
اقتنع وقتها بكلمات الأغنية، بعيدًا عن المسميات التي صارت مستهلكة مثل (حب)، واضح أن الأمر يجري على ذاك النحو، هناك انجذاب لا تدركه كنهه تجاه إنسان ما، لدرجة أن من حولك قد يلاحظونه بدرجة أوضح منك شخصيًا.
شكرًا عم (وائل)، على أنك ألقيت مونولوج طويل، في موضوع مضحك، بدون أن تجعلني أضحك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة

"