السبت، 4 نوفمبر 2017

"أثقل من رضوى"|

طفلة عندها حوالي 10 سنين، ماشية بتتوكأ على مسطرة طولها متر (من اللى على شكل حرف T، بتاعة طلبة كلية هندسة).
طلعت العتبة بتاعة المحل ببطء ومعاناة، وكأنها عجوز في الستين، بتقود وراها طفلة تانية كأنها بنتها، مع إن مفيش فارق يذكر في السن بينهم.
من ناحيتي، ضحكت غصب عني، عشان عارف كويس النوع دا من الأطفال، لأنه بيفكرني بنفسي.
مع فارق إني لما كنت ف سنها، كنت بتعامل كمراهق عنده 16 سنة، ولما بقى عندي 16 سنة، بتصرف كأني في أواخر العشرين.
باختصار، بتجيلي نوبات تثاقل بتخليني أكبر سنًا مما أنا عليه بـ 15 سنة، أما البنوتة الجميلة، فواضح إنها بتتفوق عليا بمراحل، وبتتعامل كعجوز في الستين مباشرة، من وهيا لسه في الابتدائية.
مكنتش قادر أمسك نفسي من الضحك، وأنا بسمعها بتسأل البياع مرارًا.
- يلا يا بنتي خلصيني وقوليلي عايزة إيه بالضبط.
هوا مكانش متضايق، قد ما كان مستغرب من طريقة البنت، خصوصًا لما ردت عليه:
- وهوا إنت وراااااااك إييييييه، ما أنت قاعد.
مقالتهاش بطريقة العيال السرسجية اللى لسانها طويل، بالعكس، كانت عاملة زي جداتنا المسنات لما بيوبخوا صنايعي أو عامل في سن ولادهم.
يا جدعاااااان، مش قااادر، هموووت، لدرجة إني اضطريت أتدخل في الحوار:
- مبوراحة ع الراجل يا طنط.
بعد ما اشتريت أنا وهيا، وخرجنا من باب المحل، سألتها من باب الفضول:
- اسمك إيه يا عسل؟
لأول مرة، لقيت قناع الكهولة اتبخر، ورجعت طفلة صغيرة، بتقلق لما يكلمها راجل كبير، متعرفهوش.
في الواقع، المسألة دي طمنتني إن البنت طبيعية أهو، الحمد لله.
- رضوي.
شاورت لصدري:
- ياسين.
ودعتها عشان متتوغوشش أكتر من كدا، وأنا بدعيلها إن ربنا يحميها.
تصدقوا إن نفسي اتفتحت للجواز، لو هيكون دا هيخلي فيه أي احتمال إن يبقى عندي بنت زيها.
مش لوحدها؟
وطفل ولد يكون الصغير اللى شفته بصحبة والده بالمستشفى، وكان باين عليه إنه قافش، بس معيطش ولا زعق.. اكتفى بنظرات ثابتة لوالده Long Shot.
طفلين زي دول، وأعتقد إني هبقى أسعد أب في العالم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة

"