السبت، 4 نوفمبر 2017

(الأهلي) كـ "منظومة"


عندما أجد أحدهم يصر على اقتراح معين، يتدخل في مسألة –أراها- تخصني وحدي بالدرجة الأولى، أجد لساني يستعير –تلقائيًا- عبارة المايسترو (صالح سليم):
-"الأندية.. لا تدار من المدرجات".
لربما لم أكن لأتذكرتها، لو أن الأسطورة الراحل اكتفى بها كعبارة نظرية، غير أنه طبقها –كأسلوب حياة- في أكثر من واقعة شهيرة، لعل أحد أبرزها: ما عُرف –بمذبحة 1992م- عندما أبلغ (الأهلي) أربعة أساطير بأنهم صاروا خارج حساباته، فإما الاعتزال، أو الرحيل إلى نادي آخر، هؤلاء الأربعة واسعي الشعبية، هم: (طاهر أبو زيد)، (ربيع ياسين)، (علاء ميهوب)، (محمود صالح).
قرار قاسٍ.. لكنه.. كان ضروريًا.
لست متعصبًا، ولا أدعي أن الإدارة المحترمة كانت حكرًا على لون قميص نادي معين، لكن.. تميز الأهلي بشيئين:
1-أنه يحتوي مشاكل داخلية لا تقل عن الآخرين، إلا أن هناك اتفاقًا غير مكتوب، بألا تخرج إلى الإعلام، وتظل داخل القاعات المغلقة في الجزيرة.
2- أغلب الأندية، خطت بإدارات متعددة، منضبطة ومحترمة أحيانًا، ومنفلتة أو فاشلة في أحيان أخرى، بعكس الأهلي، أعتبره المنظومة الأقل مرورًا بفجوات اضطراب، على مستوى كل الكيانات في مصر، وليس الرياضية فقط.
يقول (المايسترو): لولا (مختار التتش)، لما كان (صالح سليم).
لاحقًا، تولى (حسن حمدي) مقعد الرئاسة، بعد أن أمضى –بدوره- فترة كعضو مجلس إدارة، تحت رئاسة (سليم)، والآن يترشح (الخطيب) الذي كان نائبًا لـ (حمدي).

بغض النظر عن الأسماء، تجد نفس طريقة التعامل مع المواقف، واحدة إلى حد بعيد.
عام 1928م، أوقف الأهلي كابتن الفريق وأشهر لاعبي عصره –حينذاك- (حسين حجازي)، عندما رفض استلام ميدالية المركز الثاني في الكأس، فأرسل الاتحاد المصري يطلب رفع العقوبة، كي يلتحق اللاعب بمنتخب مصر الذي سيشارك في أوليمبياد (لوس أنجلوس).
الرد:
-رفض الأهلي.
1985م، عندما تمرد 16 لاعب من نجوم الفريق الأول (بينهم حسام البدري بالمناسبة)، احتجاجًا على مغادرة مدربهم (الجوهري)، قام الأهلي بايقافهم جميعًا، ولعب نهائي الكأس أمام الزمالك بواسطة الناشئين.. وفاز.
في مارس 1995م، غادر (صالح سليم) الاستاد، قبل نهائي أحد البطولات، عندما أخبروه أن سيجلس في الصف الثاني بالمقصورة الرئيسية، خلف (مبارك) ووزراءه، ولم يعد إلا بعد أن قاموا بتصحيح الخطأ.
بالمناسبة، يروق لي (البدري) كمدرب أصفه بـ "الواقعي"، غير أنني أعجز عن ابتلاع عودته كمدرب للأهلي، بعد مغادرته بدون تمهيد يذكر، في منتصف الموسم.
مثل هذا الأمر، لم أعتد أن يتسامح فيه النادي.

في العموم، لست أمام الشاشة الآن، ولن تسيئني النتيجة –كثيرًا- في حال لم يوفق (الأهلي)، فطالما توجد "منظومة"، فسيكون "التقدم إلى الأمام" هو القاعدة، أما خسارة مباراة أو بطولة بين مرحلة انتقالية وأخرى.. هو "الاستثناء".
للتصحيح، كففت عن متابعة مباريات (كرة القدم) بانتظام منذ فترة طويلة، لكنني لم أتوقف عن التعلم من النادي كأحد الكيانات القليلة في (مصر) التي أجرؤ على وصفها بـ "الاحترافية، وأصنفها في نفس الخانة مع (القرية الذكية)، مستشفى (مجدي يعقوب)، (المترو المكيف)، إلخ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة

"