الاثنين، 24 يوليو 2017

الفن انفعال.. أم سلام!

خلال زيارتي الوحيدة إلى حفل (التنورة) بوكالة (الغوري)، أنبهر صديقي ومرافقي بأحد الراقصين، كان يتحرك بنوع غريب من (الروقان)، فلا تشعر أنه يرقص فوق المسرح، بل "ينساب"!
أما بالنسبة، على العكس، لفت نظري أحد عازفي الإيقاع بالتحديد، كان -بالذات- يرفع يده إلى أقصى مدى، قبل أن يهبط على الطبلة بمنتهى العدائية، حتى ليكاد تيار الهواء الناتج، أن يتسبب في طيران قبعات الجمهور، في الصفوف الأولى.
ومع الخشونة اللانهائية، التي يمارس بها عمله، أظن أنه سيحطم (ومن ثم يستبدل) نحو عشر طبلات حتى انتهاء العرض.
تجادلنا أنا وصديقي كثيرًا، حول سؤال (من الأفضل؟!).
لكن لو نظرت للمسألة بنظرة موضوعية من الأعلى؛ لا يوجد "أفضل"، نحن كجمهور، كل منا -بالغريزة- بحث على خشبة المسرح (عمن يشبهه).
على الجانب الآخر، كل ميسر لما خلق له، ماذا لو حاول العازف العدواني، أن يعزف ببهدوء وتصالح زميله الراقص؟
- على الأرجح سيفقد قناته الفطرية التي توصله للاندماج مع ما يفعله، والعكس صحيح.
هذه هي النقطة التي فاتتني خلال الفترة الأخيرة، فأمضيتها عاجزًا عن تحديد (سبب الفتور والخواء، المخيم عليها).
هذا لأنني سعيت إلى التغيير، وممارسة الحياة من وجهة نظر الراقص.
أيهما أصوب: مدرسة (الفن انفعال)؟؟ أم (سلام)؟
سواء (سلام) أو (انفعال)، لا توجد إجابة بعينها صالحة للتعميم، بل لكل فرد إجابته الخاصة، التي تصلح له بالذات، وإلا يتيه.
لأول مرة منذ مدة طويلة، سأخرج من المنزل.
أعرف مكانًا على بعد 200 كيلو مترًا، به مساحات محتملة من الإنفعال، فلا أريد أن أتاخر.
خالص اعتذاري أيها العازف، لن أنس مرة أخرى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة

"