الاثنين، 17 أغسطس 2015

عن (جوهار صقلي) ألقى به دكتور مصطفى سيف الدين


 (جوهار صقلي).
إحدى الروايات الفائزة فى مسابقة التكية، التى تشرف عليها د.إيمان الدواخلي، ويحكم فيها د.سيد بحراوي أستاذ النقد الغنى عن التعريف.
تعد المسابقة أحد الأشياء البيضاء القليلة في هذا الوسط، لكن الحديث مفصلا عنها ليس مجالنا الآن.
نعود إلى الرواية، والتي استطيع القول بقلب مطمئن أن كاتبها كان خلال هذا العمل:
- (ذكى).
ويتجلى ذلك فى عدة نقاط:- أولًا: إنه يتعمد أن يجعلك كقارئ تظن أنه يقصد (جوهر صقلي)، بل وتطلب منه أن يصحح
- الكاتب بدأ القصة بمشهد وشخصيات معينة، ورغم القفزات الواسعة، وتنقل الأحداث بين عدة دول، انتهى بنفس مشهد لعب الطاولة، بين نفس الشخصيات، فكرة: أن تستطيع السيطرة على خيوط القص، فتتركها وتحررها قدر ما تتركها، لكن تعود لاستخدام نفس الخيط وتضفيره فى جسد القصة من جديد.
- نفس الشيء في فكرة تذكير القائد الصقلي، أن القاهرة نفسها التي يتواجد بها الآن، بناءها أحد أجداده.
- المعلومات التي عرفتها لأول مرة عن القوارب الأثيوبية، الصحابي المدفون في ليبيا،
- جرأة الكاتب في القفز من الحكي عن التاريخ الذي نعرفه، ثم تقديم تاريخ خيالي بديل
قدم دكتور مصطفى رواية سريعة خفيفة مشوقة، لم يتورط فى كثير من التحذلق كعادته، وهذا راقني بشدة، من الجيد أن يجرب المرء الخروج عن عباءته المعتادة. 
توجد أسئلة وفكرة داخل القصة بالطبع، لكن لا تقلسف وأسئلة وجودية تقتل تسلسل الأحداث، وهذا يناسب جدًا القارئ الخفيف مثلى.
أما نقاط تحفظي على قلم مصطفى سيف هي هي، مثل جعل شخصياته تتحدث كمصطفى سيف، بعبارات رنانة، تصلح ككويتس على جودريدز، هذه نقيصة تقتل اندماج القارئ قتلًا، نفس الشيء ينطبق علىأحمد الله أن ما سبق أقل ما يكون في هذه الرواية عن أعمال مصطفى الأخرى، ربما عشر صفحات من عشرين ألف كلمة، وهذا تعتبر نسبة معتدلة يمكن بلعها فى مقابل البناء المحكم لبقية صفحات الرواية.
نقطة أخرى: أعجبني أن اختار البطل نهاية قاسية لقصة الحب، أرى مثل هذه النهايات أكثر واقعية، بدلا من يقبل البطل بطلته ويعيشا فى تبات ونبات وحب، لكن للأسف لم يروقني أن الكاتب عجز عن التحلي بنفس الشجاعة فى قصة الحرب، المسار الذى سارته مصر فى الحرب أراه غير واقعي بالمرة، أما أن ينسى الليبيين ثأرهم لأجل عيون المصريين، ويعانوا مع الطليان، فهذا قمة العبث، حتى قصة الفانتازيا تحتاج لمنطق في تسلسل أحدائها،
راقني جدًا احترام الكاتب للمرأة، فكانت هي من صفعت لويجي في صقلية، وهى من أوقفت محاولتهم قصف ضريح الصحابي فى ليبيا، والأذكى، أنه جاء في إحدى لحظات القصة، وجمع هذه الخيوط ليذكر القارئ بأن هذا التسلسل لم يأت عبثُا، وبني عليه لاحقًا.
باختصار، لسنا أمام رواية وجودية ضخمة أعجزت الفلاسفة والأدباء، مثل أعمال المدرسة التي يضعها مصطفى نصب عينيه، بينما يكتب، بل قصة شيقة سريعة الأحداث، عن الحب والحرب، تناسب القراء من كل الأعمار، بلغة وأسلوب وتسلسل أحداث متعوب فيهم، هذا النوع أتمنى يتواجد بشدة فى السوق، أحلم بكتبات تجسد حالة وسط، بين الكتابة الجادة ذات المغزى، وبين الأخرى السريعة المشوقة.
(جوهار الصقلي) منهم "إلى حد ما"، بدليل أن تفوز فى مسابقة يحكم فيها ناقد كبير
عمل جيد يا د.مصطفى، وأتمنى أن تكتب رواية كهذه من وقت للآخر، اعتبرها استراحة لذ بمثلها كل ثلاثة أو أربعة أعمال.

هناك تعليقان (2):

  1. حصل امتي ده
    بتشوقني اني اقراها
    زي العاديات كدة

    ردحذف
    الردود
    1. ههههه يدبو لسه مخلصها من يومين، لأ، العاديات لسه مقريتهاش.

      حذف

المشاركات الشائعة

"