الأحد، 3 يوليو 2016

القراءة على أنغام (تانجو وموال)

عندما تلتقى شخصًا لأول مرة عن قرب، وتعرف عنه أنه كاتب، فى الأغلب يتولد فضول أن تقرأ له.
كان تجمعًا يضم بعض المؤلفين الشباب تابع لمكتبة الإسكندرية، تصدف أننى كنت أحدهم، وهى أحد مشرفيهم.
عرفتها كأستاذة كبيرة تعلمنا منها كيف يمكن للكاتب أن يملك هذا القدر من خفة الروح، وحب الحياة!
فضول القراءة يأتى من حب استطلاع مدى التشابه والاختلاف بين المؤلف وظله المسطور.
أجبرتنى (تانجو وموال)، على تذكر الرواية الكلاسيكية العظيمة (العطر).
حملت الثانية ابتكار فذ من خلال سرد الرواية بالكامل من منظور حاسة الشم، الأنف هو من كان البطل والراوى.
أما فى رواية (مى خالد)، نمكث مع الأذن كمفتاح أول للإدراك.
"الفنان يرسم على القماش، أما الموسيقى فيرسم على الصمت".
يفتعل البعض التجديد أحيانًا باستخدام قوالب شكلية مع أنها لا علاقة لها بصلب العمل، أما فى هذه الرواية، استطاعت المؤلفة أن تتغلغل وتضفر الموسيقى بحق فى كل تفاصيل عالم البطلة.
من التانجو الغربى، إلى المواويل الشرقية، عرفت من خلال الرواية مفردات جديدة على أذنى لأول مرة عن (الترديف) المسيقى مثلًا، وبالطبع ثنائية (إيروس) و(ثاناتوس).
الأحداث قد تبدو مختلطة بما يليق بوعى مريضة نفسية، وقد تطول مونولجاتها لتسبب بعض الملل فى مقاطع كثيرة، لكن يظل هناك سندين كبيرين للعمل:
-ابتكارية الفكرة.
-ذكاء الكاتبة فى الاتكاء على خلفتيها الإذاعى، واصطحابه للقارئ معها إلى استديو الصوت، المصباح الأحمر، كافتيريا الدور العاشر، إلخ.
كل هذه الأشياء تروق للقارئ بشدة، حتى وإن تشوش فى فهم الخط العام للرواية.
تجربة أمتعتنى عمومًا، وستجعلنى أبحث عن المزيد من عالم (مى خالد).


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة

"