الجمعة، 8 يونيو 2018

النبطشية الليلية: لا تزال البسترة مستمرة

لا أعرف سر النوبتجيات الليلية، بكل تأثيراتها المتقلبة الغريبة التي تشبه البسترة، تنقلك من الكئابة الخانقة، إلى المرح الهيستيري.. والعكس.

بالأمس، أستأذن موظف الأمن بضعة دقائق كي أجلس بدلًا منه، فوق المكتب المختص بقطع تذاكر (زيارات المرضى).
فور استقراري على المقعد، لمحت شخصين انتهوا من زيارتهم بالفعل، في طريقهم إلى الخروج.
قررت أن وقت العمل قد حان، لأشير إليهم بالتوقف.
- ؟
- إلى أين يا حضرات؟
-...
- الخروج عندنا (مثل الدخول بالضبط) يقتضي دفع ثمن تذكرة.
- !!
ظننت من المفهوم -بوضوح- أنها دعابة، بل هي مستهلكة قديمة جدًا كذلك، لدرجة أنني لم ألتفت إليهم بعد إلقاءها، وتصورت أنهم -على أقصى تقدير- سيبتسمون على سبيل المجاملة، قبل أن يكملوا طريقهم.
المدهش أن هذا لم يحدث، لقد صدقا تقريبًا.
إما أن ملامحي الحادة تكسب كلماتي المازحة قدرًا من ثقل الظل، فيعجز الأخرون عن تمييزها عن الجد.
وإما أن الحال العام للبلد جعل من قرار (فرض تذكرة خروج) ليس مستبعدًا على (السيسي) إلى هذا الحد.
أفلتت مني ضحكة بسبب الموقف السابق، قبل أن أشرح للشابين أنني كنت أهرج بالطبع. 
لاحقًا، مستني النبشطية بفرشاتها الساحرة كالعادة، ليتحول المرح إلى قدر ليس بالقليلة من الاكتئاب والاحساس باللاجدوى.
في هذه اللحظات بالذات، جائتني حالة طفل مصاب بكدمة في القدم.
من منطلق قاعدة (فلأقل خيرًا، أو لأصمت)، لم أنطق بحرف واحد أثناء إجراء الفحص، غير أن اختارت أمه وقتًا سيئًا لتشرح تفاصيل لم أطلبها.
- كما أنه لا يستطيع الضغط عليها من ذاك الحين.
- وما الفارق؟
-؟؟!
- ما الفارق بين استطاعته الضغط عليه، وبين عدم استطاعته، طالما أن مصيرنا في النهاية سيئول إلى أن نكون طعامًا للدود.. "كله رايح".


هناك تعليقان (2):

المشاركات الشائعة

"