الاثنين، 27 فبراير 2017

يا أسطى


ظننت أن المراهقين من "السرسجية" هم من ينادون الأكبر سنًا باستخدام "يا معلم" أو "يا أسطى".
خلال المدة السابقة، صححت معلوماتي، لأنني وجدت الكلمات شائعة على لسان المراهقين عمومًا، حتى أولئك الذين يصففون شعرهم إلى الجانب، ويبدون على نوع من التربية، فتعجز عن اتهامهم بتعمد أي نوع من عدم التهذيب.
شكوت إلى زميلي القديم مدى استفزازي من تلك الملاحظة، أثناء أحد زياراتي النادرة لمحل عمله البعيد بالمدينة.سبب تواجدي هناك؛ مصاحبة عدد من رفاق قريتي الأصغر سنًا، خلال أحد الأنشطة التابعة للشباب والرياضة، وهي المرة الأولى التي أفعلها منذ سنوات، فمررت بعدد من الـ "يا أسطى"، أكثر بكثير مما قد أحتمل في يوم واحد.
لم تلبث الدردشة أن انتقلت ب وصديقي إلى موضوعات عدة، ما بين الأشعة، والرفاق المشتركين، إلخ.
قاطع حديثنا دخول إحدى زميلاته:
- هذا هو ملف المريض السابق يا "مستر" محمود.
بذلك جهادًا شنيعًا للنفس، كي أبدو محترمًا، وأؤجل ضحكاتي الضحك لما بعد خروج المرأة.
محمود الذي كان يرتدي الشورت والكوتش إلى جوارى، صار "مستر" الآن؟!
وقد كان:
-نياهاهاها منذ متى يا صاح؟ لم يخبرني أحدهم أنهم ينادونك هنا بـ "يا مستر"؟
رد باسمًا، بالبديهة التي طالما اشتهر منذ أيام الدراسة:
- أليس أفضل من أن ينادونني "يا أسطى"؟
نظرت إلى صدري، حيث اقترضت وجود ثقب واسع، نتيجة هذه القذيفة
- انتظر، أمزح معك، إلى أين يا ياسين؟ لم نكد نجلس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة

"