الأربعاء، 15 فبراير 2017

(خلف الباب المغلق): مجموعة قصصية لـ تيسير النجار

قرأت بعض قصص المجموعة.
انطباعي العام عن الأسلوب والسرد، يشير إلى أنني إزاء قلم من طينة الكبار، فلا عجب أغلب هذه القصص نشرت بالعديد من الدوريات الشهيرة.
غير أن هناك ثلاث مشكلات، تصادف أنها تكررت تقريبا في مجموعة لكاتبة أخرى عزيزة، قرأتها بالتوازي مع (خلف الباب المغلق):
- سيطرة ضمير المتكلم، على منظور الحكي في كثير من القصص، فمن ناحيتي أرى أن تنوع الأساليب مستحب أكثر.
- نفس فكرة التنويع افتقدتها الموضوعات، لأن تيسير اختارت أن تصدر خلالها ذاتها كـ "أنثي"، وهذا ليس بعيب في المطلق، وإن كنت أفضل –شخصيًا- أن يوسع المؤلف دائرة منظوره، فيركز على ذاته "كإنسان" بالدرجة الأولى.
- النسبة الكاسحة من القصص، يقتصر حجمها على صفحتين أو ثلاث، وكأنها كتبت خصيصًا لتصلح مع المساحات المحدودة للدوريات. (التنوع للمرة الثالثة).
-بعض الحكايات تعتبر توصيف لـ "حالة"، أكثر منها "قصة قصيرة" من وجهة ذائقتي المتواضعة، بمعنى أنها كادرات أو مشاهد من الحياة، تمت صياغتها بسرد احترافي، لكن... أين العقدة بالضبط؟
وكما كنت أقول منذ قليل؛ لأسباب كتلك، ظللت أكره (يوسف إدريس) في مراهقتي، لأن تعارفي الأول اقتصر على قصة (نظرة) التي كانت مقررة علينا في ثانوية عامة، لكونها تحمل نفس السمة.
يبدو أن الزميلة العزيزة تنتبه لتلك النقطة في أواخر القصة عادة، فتحرص على إنهائها بعبارة رنانة، وكأنما تذكرت خانات فارغة في استمارة، فحرصت سريعًا على منحها استيفاء شكليًا!
أعتبر (تيسير النجار) أحد الوجوه الأسوانية الـ.. لن أقول الصاعدة.. لأنها بالفعل ارتقت لدرجة كبيرة من النضج، ولا تحتاج سوى رتوش بتوظيف هذا النضج في الأسلوب، داخل موضوعات أكثر تنوعًا، وأوضح حبكة.
وهو ما لمسته قد تحقق فعلا داخل بعض القصص التي قرأتها داخل نفس مجموعة، فلا أعتقد أنها تحتاج سوى التوسع في تجاوز تلك النقاط الثلاث أو الأربع على مدى أرحب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة

"