الاثنين، 23 يناير 2017

(ابن خالو) (خلف الباب المغلق) في (روافد)


آثرت تأجيل حديثي إلى المساء، لأني أخمن كم سأثرثر حول هذه المسألة.
- كريم فريد.
- تيسير النجار.
اثنان مهمان لي على المستوى الشخصي، وإن كان كل اسم فيهما يوحي لي بجو مختلف تمامًا.
كريم.. يذكرني بلسعة البرد.. دخان السجائر.. الأجواء الفاخرة على غرار سهرات البذل السموكن في أفلام الأبيض والأسود.
تقابلنا أول مرة كافتيريا الهناجر سنة 2012م، خلال لقاء تعارف حضره حوالي 20 زميل، تحوّل أغلبهم تدريجيًا إلى خانة "الصديق".
قبل الرحيل، رأيت إنه اللطيف سؤالهم عن:

- فليخبرنا كل واحد عن المشروع الذي يعمل عليه؟
على أساس أن نتقابل -بإذن الله- بانتظام كل عدة شهور، فنقارن؛ أي تغيرات تطرأ؟ وهل هي إلى الأمام أم غير ذلك؟
أجاب كريم بثقة:
- رواية اسمها (ابن خالو).
مرت الأيام، لتترك أثرها على رفاق الهناجر، منهم من نشر كتاب واثنين وثلاثة، ومن تحول من لون كتابة معين إلى آخر مختلف تمامًا، والآنسات -العقبي عندكم- تزوجن وصرت أمهات كذلك.
كل هذا، بينما كريم مستمر في التمسك ببنفس الإجابة الواثقة:
- لازلت أعمل على (ابن خالو).
وهكذا، تلاحظوا أن أصدقائه لا يهنئوه بـ "مبروك"، بقدر استخدامهم لكلمات على غرار:
- كفارة.. أيوة بقى.. أخيررررًا يا جدع. 
استفزني هذا البطء الغريب في الكتابة، لكن الاستفزاز تحول إلى دهشة، عندما قرأت المسودة الأولى.
الرواية من العيار الثقيل، خصوصًا في الثلثلين الأخيرين، وبها فصل معين تفوق فيه كريم على نفسه، لدرجة أنني نصحته أن يشارك به كقصة قصيرة في المسابقات المعنية، لثقتي أنه كفيل بحصد جائزة منفردًا.
الشئ الوحيد الذي افتقدت إليه المسودة؛ قليل من شجاعة الحذف، وتشذيب بعض الزوائد في اللغة أو الاستطرادات خلال أول فصلين، وأعتقد إن كريم عمل على ذلك بالفعل.
أفضل نجاح للكاتب في الرواية الأولى، إنه يجعلك تشك في كونها الأولى.
وأعتقد إن السرد والسلاسة في (ابن خالو)، حققوا ذلك إلى حد كبير جدًا.


على العكس، الاسم التاني يذكرني مباشرة بالحر.. الجبل.. أروقة قصر الثقافة..
تيسير النجار.
بلدياتي.. وأختي الصغيرة.. التي يطول الكلام عن مكانتها لدى الجميع..
وطبعًا لا تحتاج إلى معرفة رأيي في قلمها.. يكفي إنها تلميذة نجيبة لأديب أسوان الكبير/ أحمد أبو خنيجر.
نشرت تيسير العديد من قصصها على صفحات أكبر الدوريات الثقافية، على غرار (أخبار الأدب، الثقافة الجديدة، وغيرها).
نشرت كثيرًا جدًا، وإن ظل رأيي دايمًا إن هذه خطوات مهمة.. مهمة جدًا، لكن الدوريات -مهما بلغ وزنها- ينتهي وجودها في السوق، بعد صدور العدد التالي، فمن ضروري توثيق القصص بالانتقال لخطوة جمعها في كتب.
بالصدفة، اكتشفت أن الصديقين العزيزين -في نفس الوقت، كل على حدة- تعاقدوا مع دار (روافد)، فترقبت -بفارغ الصبر- تأكيد صدور عمليهما قبيل معرض الكتاب. 
ويشاء القدر أن يحدث ذلك لكلاهما في يوم واحد.
تحدثت كثيرًا جدًا، أعرف.
كلمة (مبروك) بالإضافة لتلك الاكليشيهات الروتينية، أعتقد إنها استهلكت جراء كثرة تكرارها.
فلن أقولها، هما يعلمان -دائمًا- المعني الذي أريد إيصاله.
ولطالما علما.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة

"