الجمعة، 27 مارس 2015

الأطباق الطائرة.. وهل من أحد هنالك خلف النجوم؟!


عام 1973م، دَعى حاكم ولاية (جورجيا)  20 من ضيوفه على الغداء، وبينما يلتفون حول المائدة، رأوا من النافذة الزجاجية الكبيرة ما فجّر الارتباك والخوف فى قلوبهم.
جسم طائر كبير، يتحرك مُغيرًا ألوانه.
صرّح الحاكم بعدها: إذا أصبحت رئيسًا سأعلن أسرار الأطباق الطائرة، لأننى شاهدت واحدًا منها!
هذا الرجل هو جيمي كارتر، الذى صار فيما بعد الرئيس الأمريكي التاسع والثلاثون، فانتظر الجميع أن يبر بكلمته، إلا أنه لم يقل شيئًا.
واستمرت القضية مقيدة ضد مجهول، طوال كل هذه السنين.
فإذا حاولنا تفحص الملف منذ أولى صفحاته، سنصاب بالحيرة، أيهم أولى صفحاته أصلًا؟!


"أخبرنى الكهنة أن سماء البلاد امتلأت بأجسام فضية لامعة، وكان ذلك فى فصل الشتاء فى السنة  الثانية والعشرين من حكمي.. أمرت بتسجيل هذه الظاهرة للأجيال القادمة!"

هذا هو نص بردية محفوظة فى مكتبة الفاتيكان، تعود إلى مصر الفرعونية، وعليها يستند المناصرون لنظرية الأطباق الطائرة، إلى كونها موجودة منذ آلاف السنين.
العهد القديم نفسه حفل بإشارات مماثلة.
وهناك من يمتلك وثيقة مختلفة تعود إلى اليابان عام 1180م، حول "طبق طائر" شوهد فوق جبل "كيي".
حتى جذور مصطلح "الأطباق الطائرة" نفسه، دارت حولها تموجات من الاختلاف، هل بداية اصطكاكه كان عام 1948م على لسان الطيار (مانتيل) الذي أسقطت طائرته بجسم عجز عن وصفه،فمنحه هذه التسمية؟!
تستمر الصفحات والتواريخ  فى التوالي.
عام 1235 م، عجز الجنرال يريتسومي عن معرفة هل ما يراه حقيقة أم خيال؟!
كرات لامعة تُحلق فوق سماء كيوتو اليابانية، ولولا أن جيشه الذى كان برفقته أكد نفس المشاهدة لربما ما صدق عينيه.
عام 1561م، سجل التاريخ صدامات بين أطباق الطائرة فوق سماء ألمانيا فيما عرف بـ (حادثة نورمبرج)،وهي من أكثر الحوادث التى أجمع عليها عدد كبير من شهود العيان.
تراكمت الأوراق فى ملف الأطباق الطائرة ليتضاعف حجمه أكثر وأكثر، نلتقط منه صفحة على قدر من المصداقية فى دائرة المعارف البريطانية، وحتى نكون دقيقين هي بالضبط صفحة 855 فى المجلد 18، تسجل الصفحة ما سمي بـ(حادثة البرازيل) التى انفجر فيها طبق طائر.. وكانت أشلاؤه مصنعة من ماغنسيوم فائق النقاء + سبيكة يصعب على تكنولجيتنا تصنيعها.
ويستمر سلسال الحديث عن أشلاء من سبائك الغريبة، هذه المرة ترد الحادثة فى كتاب «سرى للغاية» بقلم (تيموثى جوود)، ص 368 فى الكتاب ترمي هذه المرة إلى حادثة نيوميكسيكو،وكيف أن سبيكة البقايا لا وجود لها فى خرائط السبائك الأمريكية أو الإتحاد السوفيتى.
تسارعت عجلة الأحداث والمشاهدات بمرور الوقت.
عام 1952م، لم تستطع الولايات المتحدة أخذ موقف المتفرج أكثر من ذلك، فأطلقت شرارة مشروع (الكتاب الأزرق) الذى طفق يحلل آلاف من تلك الأخبار، واتضح أن 6% منها فقط نتائج ظاهرة غير معلومة، والباقى أوهام جماعية لها ألف سبب وسبب، بخلاف أن تكون مركبات فضائية، فقد اكتشف أن نسبة الـ 95 %  المتبقية تتأرجح بين:
- نيارك.
- عواصف برقية. (انظر الصورة )
- غازات متصاعدة من المستنقعات،ومن المعروف أن عنصر الميثان الداخل فيها قابل للاحتراق أصلًا، ويسهل وصوله إلى هذه الحالة عند التلقبات الحرارة.
- طائرات متطورة تحت الاختبار، ويُقال أن الجيش الأمريكي سعيد بإشاعات الأطباق الطائرة بسبب ذلك، حيث تشتت الأنظار عن أى مشاهدة لتجارب طيرانه الحديثة.
بل اعترف الجيش أن الحادثة فى روزويل 1947م، أساسها بالون رصد ضمن مشروع سري لرصد منسوبات الإشعاع فى حالة اندلاع حرب نووية.
ننتقل إلى الـ 5% ،وهى حالات يصعب جدًا إنكارها، وأغلبها مدعم بشهادة جماعية من أشخاص يتمتعون بالمصداقية،يضاف إليها تأكيد مصادر إلكترنية مثل محطات رصد أو ردار..
أشهر مثال عام 1986م عندما شاهد ركاب الطائرة JAL  طبقًا طائرًا بوضوح، ورصدتها محطة الرادار فى نفس الوقت.
وقبلها بعشرة أعوام حلّق آخر فوق طهران وشاهده آلاف الإيرانيين فى عز النهار 11 صباحًا، يذكر سير آرثر كلارك هذه الحادثة بتفاصيلها فى كتابه "عالم ملئ بالأسرار MYSTERIOUS"، وكيف كان وزير الدفاع ضمن الشهود فأرسل طائرتين لاعتراضها واحدة ميج 21، ثم أتبعها بآخرى ميج 23، تعطلت الطائرين، وارتد صاروخ جو-جو AIM9 عن الجسم الطائر المجهول،وكأنما اصطدم بحاجز خفى.
رفع أحد المحامين قضايا ضد وكالة الأمن القومي الأمريكية برقم: 5U.S CODE-Section552b1.،وطالبها أن تكاشف الناس بما تطويه من أسرار حول الأطباق الطائرة، واستند إلى قانون فيدرالي فى الولايات يسمح للمواطن بالاطلاع على أى معلومات ما دام لا تؤثر على أمن البلاد.
هذا القانون اسمه F.O.I.A وهى الحروف الأولى لـ:FREEDOM OF INFORMATION ACT
قال رئيس الوكالة أنه لا يستطيع أن يفصح سوى عن بعض ما لديه للقاضية فحسب، وبعد جلسة الاستماع الثنائية المغلقة، صدر حكم المحكمة:
 «الوثائق فى مجملها ABOVE top secret page 413 ، إذا أتيحت للجمهور تضر بمصالح الولايات المتحدة ضررًا بالغًا، رُفعت الجلسة.. »

استند المؤيدون على هذه القضية باعتبارها دليل صريح على أن ظاهرة الأطباق الطائرة حقيقة، مع أنها قد  تكون العكس تمامًا، وأن أغلب مشاهدات المواطنين لما ظنوه مركبات لغرباء، هى فى الحقيقة تجارب أمريكية لأسلحة طائرة حديثة، وبالتالى يعتبروا من مصلحة الأمن القومى أن يظن العامة أنها مركبات لزوار من كوكب آخر، أفضل من تتسرب أخبارهم العسكرية.
من مهام  المعهد القومي الأمريكى  للمشاهد الجوية أن يتلقى مخابرات الناس فى حال شاهدوا ظواهر جوية غير معروفة، واتضح أن 70% من مشاهدات المواطنين لأطباق طائرة كان فوق 17 قاعدة جوية تابعة للجيش الأمريكي، منها قاعدة التجارب السرية المعروفة بالمنطقة 51 في نيومكسيكو، نفس منطقة (حادثة روزويل) المعروفة.
وهو ما يرمى يصب بوضوح في وجهة النظر التى كنت أتحدث عنها.
تقول أجاثا كريستى:
(إذا ضعفت النفس، استسلمت للخرافة)
لا مانع لدى شخصيًا بالاقتناع بوجود أطباق طائرة بشرط توفر دليل علمى قابل للتجريب.
أعتراضى الوحيد، هو الاستسهار والميل للتفسير الخرافى فور أى لقاء مع ظاهرة غير مفسرة..
أعلم أنه من المثير والممتع أن نحلم بلقاءات مع كائنات خارقة أو فضائية، أو أن كل ما يصيبنا هو جراء الحسد والجان والشياطين، صدقونى تلك الكائنات على اختلاقها لديها ما يشغلها، ولسنا بالأهمية اتلى تجعلهم يتفرغوا لنا إلى هذا الحد.

.........................يتبع يومًا ما.

#ياسين_أ_س

من أرشيف #ومضات..
دورية متخصصة فى الخيال العلمى والرعب..
لتحميل أى من أعدادها اضغط غلافها أعلى يمين المدونة..

 المصادر:
- فيزياء المتسحيل.. ميشيو كاكو..
- هادم الأساطير..أحمد خالد توفيق..
- سلسلة مقالات ..د.وسيم السيسى..
- مواقع وكتب آخرى..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة

"