الخميس، 12 أبريل 2018

برفقة (عداء المتاهة)|


في طفولتي البائسة البعيدة، مررت بتجرية معقدة، جعلني هذا الفيلم أستعيد مذاقها بوضوح، وكأنني صغرت في العمر 15 عامًا.
قررت -حينذاك- استكشاف الجبل الذي يقبع في ظهير القرية.. وحدي. إلا أنني توغلت أكثر من اللازم.. حتى تهت.
درت حول نفسي، لأجد أنني فقدت العلامات التي أميز بها الطريق، فصارت جميع الجهات متشابهة.
أحجار.. جبال.. رمال..
أعتبر أن مشاهدة فيلم (عداء المتاهة) أوقظت داخلي الكثير من هذه دماء المغامرة القديمة.
نحن نتحدث عن مجموعة مراهقين، لا يذكرون من أين أتوا، يجدون أنفسهم داخل متاهة، تتبدل معالمها يوميًا، ليوضعوا فيما يشبه تطبيق نظرية (الانتخاب الطبيعي).
الفكرة جديدة -حسينما أظن- لم أشاهد لها شبيهًا.
في هذه الأحوال، لا أطلب من صناع العمل، أن يقدموا معالجة فوق العادة، تتوازى مع مدى ابتكارية الفكرة، بالعكس، كل ما أطلبه منهم، ألا يقدموا معالجة سيئة، بشكل يفسدوا البذرة الجيدة التي توصلوا إليها، وأعتقد أن هذا ما حققه الفيلم بالفعل.
لقد وضعوني في أجواء مختلفة منذ الدقيقة الأولى، ليبذروا مفاجأة جديدة يتم الكشف عنها كل عدة دقائق، بشكل يبقى جذوة الحماس متقدة.
عانيت بعض الوقت كي أصدق أن الممثل الذي أدى دور (المخلص للمتاهة)، وامتلك مواصفات قيادة عدوانية، هو نفسه الذي قام بدور المراهق الساذج في (عائلة ميلر).
هييحح، لقد كبرت يا فتى، ونبتت لك أظافر.
في العموم، تنوع ردود فعل الأبطال، أعدها تلقائية جدًا، وتتناسب مع المواقف التي وضعوا فيها.
- الخبر الجيد:
ضم هذا الجزء نفسه بسهولة ضمن قائمة (أميز ما شاهدت)، على الأقل من ناحية عنصر (الفكرة)، بغض النظر عن مستوى بقية السلسلة.
- الخبر السيء:
بواسطة بعض البحث في (جوجل)، علمت أن الجزء الثاني يحتوى على (زومبي)، بصراحة.. مللت هذه الثيمة، لذلك سأضطر إلى تخطيه، لمشاهدة الثالث مباشرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة

"