الأحد، 14 يناير 2018

(نبوءات الخيال العلمي)| قريبًا في معرض الكتاب.


- ما فائدة الخيال العلمي؟
أقرب ما يرد في خاطري كإجابة، هي ما حدث للطالب (أدوين هوبل) عندما خالف رغبة والده، وهجر دراسة الحقوق، ليلتحق بمجال (الفلك)، من كثرة إعجابه بروايات كاتب الخيال العلمي الفرنسي (جولي فيرن).
على الناحية الأخرى، تنبأت أعمال (فيرن) بغزو الفضاء ووصول الغواصة إلى القطب الجنوبي، في زمن لم تكن الطائرة نفسها قد اخترعت بعد.
في مجال (الهندسة الوراثية)، ربما لا يعرف الكثيرون أن المصطلح ذاته من بنات أفكار الأدباء، وليس الباحثين، إذ ظهر لأول مرة على صفحات رواية (جزيرة التنين) للكاتب (جاك ويليامسون) عام 1951م.
- هل يمكن لنبوءات الخيال العلمي أن تؤثر، لدرجة تهديد الأمن القومي مثلًا؟
حدث ذلك إبان الحرب العالمية الثانية، بالتحديد عام 1944م، أثناء انهماك الأمريكيين في إنتاج القنبلة الذرية، تحت غطاء من السرية المطلقة، ففوجئوا بنشر قصة قصيرة تحمل اسم (الموعد النهائي)، تلمح إلى فكرة استخدام اليورانيوم في صنع سلاح إنشطاري، قادر على إنهاء الحرب. استدعت السلطات –على الفور- مؤلفها (كليف كارتميل)، ليحققوا معه في شبهة التجسس، وإفشاء أسرار الدولة في زمن الحرب. 
علمًا بأن هناك من سبق الأمريكي (كارتميل) إلى مس نفس الرؤية، من خلال قصة (العالم يتحرر) التي صدرت عام 1914م، بقلم (هربرت جورج ويلز)، ذاك الرائد الإنجليزي الذي تضمن سجله الأدبي عشرات التوقعات الأخرى حول: (الدبابة)، (استخدام الطائرات في الحروب)، (قيام الحرب العالمية الثانية ذاتها)، (إنشاء الإتحاد الأوربي)، إلخ. 
لو مددنا الخط على استقامته، سيستوقفنا –حتمًا- اعتراف الباحث الحاصل على (نوبل) (تشارلز تاونز) بأنه  ابتكاراته في مجال (الليزر)، مستلهمة خيال الأديب الروسي (أليكس توليستوي)، في رواية (المجسّم الزائدي والمهندس جاران). 
لم يقتصر الأمر على الفائزين في فرع (الفيزياء) فحسب، بل امتد إلى (بول كروجمان) الذي نال نفس الجائزة في مجال (الاقتصاد)، وتأثرت بحوثه بأفكار سلسلة (المؤسسة) للمبدع (إيزاك أزيموف). 
هل تعلم أن القوانين الثلاثة الشهيرة لبرمجة الروبوتات، إنما استقاها مهندسو الحاسبات -كذلك- من مجموعة قصصية تُدعى (أنا روبوت) لنفس المؤلف، لعلنا نذكرها جيدًا بحكم أنها مصدر فيلم معروف بذات العنوان، قام ببطولته النجم (ول سميث).
كي لا تقتصر الأمثلة على حقب سابقة، أكتفي بالإشارة إلى فيلم (كريستوفر نولان) الشهير.. (بين النجوم- Interstellar)، الذي شاهدناه في قاعات السينما عام 2014م، وتسبب إنتاجه في تعديل الفيزيائيين لمفاهيمهم عن (الثقوب السوداء). 
كل هذه التفاصيل نتوسع فيها على مدار مائتي صفحة، في محاولة للإجابة عن سؤالين محددين: 
- كيف يؤثر خيال الأدباء على العلماء، والعكس؟ 
لدينا الكثير من الحديث حول نحو 50 نبوءة (أو أكثر بكثير)، وردت في روايات وأفلام خيال علمي، قبل أن تتحقق (أو في سبيلها للتحقق) حاليًا على أرض الواقع، في مجالات:
- (وسائل التنقل، ثورة الإتصالات، الروبوتات، كائنات الفضاء، الذكاء الصناعي، الهندسة الوراثية، السيبورج، الحجب عن الأبصار، الحروب المستقبلية، سيناريوهات نهاية العالم، إلخ).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة

"