الاثنين، 11 سبتمبر 2017

يوم ما.. كنت مسرحيًا لوذعيًا..

من سنتين أو تلاتة، اشتركت عن مسابقة (نهاد شريف) للخيال العلمي.
كل لما أفتكر الدرس اللوذعي أخدته وقتها.. مقدرش أمسك نفسي من الضحك.
طبعًا.. شرف كبير إنك تفوز بجايزة تحمل اسم رائد أدب الخيال العلمي.. دا في حد ذاته دافع كفيل بأنه يحمسك لأبعد الحدود.

المهم.. كان فيه كذا قسم للمسابقة.. منهم:
(الرواية، القصة القصيرة، المسرح)، هيتم إعلان 5 فازين عن كل فرع.
بالنسبة للرواية.. للأسف، معندش أعمال جاهزة.. أما فرع (القصص القصيرة) فنويت أشارك فيه بإذن الله، وإن كنت أتوقع إن كل الناس عندها مخزون من الأعمال القصيرة/ الخيال العلمي، فهيكون أكتر فروع المسابقة إزدحامًا على الإطلاق، بالتالي.. من شبه المستحيل تحقيق نتايج هناك.
قبل ما أستطرد في بقية التفاصيل، خليني أدردش شوية عشان أوضح مدى أهمية المسألة:
- إنتم عارفين -أولًا- يعني شهادة تقدير عليها اسم (نهاد شريف) بالنسبة لواحد بيهوى الخيال العلمي؟!
إحنا بنتكلم عن (الرائد/ المؤسس)، اللي حمل عبء سفلتة الطريق، عشان احنا نمشي فيه دلوقتي.
بالنسبة لإنجازاته الأدبية مش هحتاج أتكلم فيها، لأنها غنية عن التعريف.
على الناحية التانية، الراجل دا -الله يرحمه- كان إنسان راقي لأبعد الحدود.
مفيش ندوة أحضرها لأحد تلامذته، إلا وألقاهم خصصوا مدة مش قليلة، عشان يحكوا عن تأثيره النبيل في حياتهم.
للأسباب دي، اتضايقت إن المسابقة توقفت في السنوات التالية، لعدم وجود تمويل مستقر.
مع إن -في رأيي الشخصي- هما مش محتاجين تمويل أساسًا، كفاية -كشرف ما بعده شرف- شهادة تقدير عليها اسم (الأستاذ).. محدش هيتمنى تكريم أفضل من كدا.. خصوصًا إن لجنة التحكيم تكونت من أساتذة كبار كانوا شركاء رحلة أ. نهاد، يعني الناس اللي من ريحته.

المهم.. أرجع لموضوعنا..
بس يا سيدي.. كان متاح –وقتها- إنك تشارك في أكتر من فرع، فنويت أشارك في فرع الفرص المنعدمة بتاع (القصة القصيرة) (كتحصيل حاصل، من باب الاستخسار يعني)، بس مكانش ينفع أكتفي بيه.. فاستوقفني وجود (فرع لمسرح الخيال العلمي)؟؟؟
حسب معلوماتي واعتقادي وقتها.. من النادر جدًا جدًا إن يكون فيه حد بيكتب مسرح خيال علمي، (بيتهيألي بالكتير أوي ممكن يكونوا اتنين أو تلاتة).. فتقريبًا هيفوزوا بالتذكية في الأغلب. 

أغرتني جدًا الفكرة، خصوصًا إن مبقدرش أفوت أي فرصة تلوح، لاقتحام المجالات اللي مبفهمش فيها.
لقيت صوت داخلي.. بعترض:
-بس إنت عمرك ما كتبت مسرحيات قبل كدا.
- يا راجل كبر مخك.
دورت على نوفيلا قصيرة من المخزون القديم، بشرط تكون بتدور في أماكن مغلقة، وعملت شوية تعديلات طفيفة، بدل مهيا مكونة من (سرد وحوار شخصيات) خليتها (حوار.. ووصف لحركة ممثلين).
استغرقت الشغلانة وقت ومجهود طويلين، يعني -تقريبًا- خدت ييجي يومين أو تلاتة. نهايته: بقت مسرحية ولا مش مسرحية يا متعلمين يا بتوع المدارس؟
مش عارف إيه آخرة تعاملي باستسهال واستخفاف مع أي حاجة بشتغلها!
بيتهيألي إن حتى فكرة (الاستخفاف) ذاتها، بقيت بتعامل معاها هيا كمان (باستخفاف).
فكان طبيعي جدًا، إن نتيجة المسابقة تكون بمثابة (إيفيه) صادم وساخر في نفس الوقت.
ساعتها باختصار شديد، عشان مطولش عليكم. اتصل بيا أحد الزملا يباركلي، بالحصول على المركز الرابع.
-أكيد في المسرح؟
-لأ.. في القصة القصيرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة

"