الأحد، 7 مايو 2017

10 ملاحظات لم تبح بها (الفيديوهات)؛ على هامش المشاركة بمنتدى (الإسكندرية) للإعلام 2017م

بدأت فاعليات المنتدى بمحاضرة (بيتر ووترود)، مدير المعهد الثقافي السويدي.
ألقاها بالإنجليزية طبعًا، وكما هو متوقع، لم أحتمل أكثر من عشر دقائق، قبل أن أصاب بالصداع، ومن ثم؛ أتسلل خارجًا.
للأسف، عجزت عن الابتهاج طويلًا، إذ عثر عليّ مدير المنتدى، وسأل بطبيعة الحال:
-ياسين، لماذا أنت بالخارج؟
فكررت بابتكار أعذار نمطية، على غرار (الذهاب إلى دورة المياه)، أو (سأشعل سيجارة، وأعود).
غير أن العلة الأولى تنتمي إلى أيام المدرسة الابتدائية، أما الثانية، فيحول دونها عائق بسيط:
-الرجل يعلم أنني لا أدخن أساسًا.
لم يتبق أمامي سوى اللوذ بما أجيده، فسرحت بعينيّ في اللامكان، محاولًا استدعاء أحد اقتباساتي الفلسفية المفحمة:
-اللغة الإنجليزية كـ.. "الحواوشي"، أحب الإقبال عليها، إلا أن التعرض لها بكثرة، يصيب بالـ..
بنظرة واحدة، أدركت أنه لم يتأثر، فلم أجد داعيًا من الإكمال، وتبديد وحي اقتباساتي الملهمة في طريق مسدود.
-حسنٌ، ها أنا ذا أعود.
(1)

ماذا تعني كلمة "احترام"؟
تعني: منتدى يتواجد فيها رئيس التحرير التنفيذي لـ (المصري اليوم)، فيتجه إليه شاب أثناء فترة الاستراحة، يحمل مايك (هاند فرى)، وعدسة الهاتف الجوال، مستأذنًا إياه في تصوير لقاء فيديو.
الموقف نفسه يبدو كاريكاتوريًا للغاية!
إلا أن
الأستاذ تلقى الدعوة بجدية،
وسجّل مع الفتى بالفعل، كما لم ينس أن يضف أولًا:
-بالمناسبة، رأيت المطبوعة خاصتك، وأعجبتني الفكرة.


(2)
الاحترام يعني أن نرى قامة كبيرة في صناعة القنوات الفضائية، أثناء جلسة حوارية مكونة من حوالي 60 شاب.
رفع أحدهم -في أقصى القاعة- يده، طلبًا للكلمة، فنهض الرجل الكُبارة بنفسه، مبادرًا بمناولة الميكرفون.
هب أفراد من اللجنة المنظمة، كي يقوموا بهذا الدور عنه، إن لم يكن لأجل مكانة الأستاذ، فعلى الأقل.. لسنه.
لكن الرجل أصر، وأكمل طريقه، مادًا الميكرفون بكل بساطة.
(3)
- نعم، المناظر الطبيعية جميلة جدًا.
في المقابل، توجد شوائب من نوعية:
- الأسعار باهظة.
- انقطاع الكهرباء المتكرر.
- بالإضافة إلى المشاكل السياسية والطائفية.
كان هذا رد زميلتي اللبنانية، عندما سألتها: 
- هل البلاد عندكم، غاية في الجمال كما أتخيل؟
(4)
من العسير أن أتواجد بالإسكندرية، دون أن تأخذني قدماي إلى فندق (متروبول)، خصوصًا أنه على بعد خمس دقائق مشيًا، من مقر مبيت المنتدي.
يمكنني البوح بالكثير من الذكريات عن (متروبول)، لكن... ليس الآن.
(5)
أعتبرها أطول مدة غبت فيها عن بيتنا، منذ رحلة (شمال وجنوب) سنة 2015م، التي دامت لثلاثة أسابيع.
بعد ليلتين مبيت في القطار + مثلهم في القاهرة + 3 في الإسكندرية، حتى رجعت أخيرًا للتو.. إلى منزلنا العامر بأسوان..
خلال كل تلك الفترة، جربت استعمال جهاز في مقهى انترنت بالإسكندرية، أو حاسب نقال، يخص صديقي الذي كنت أبيت عنده بالقاهرة، لكن –في الحالتين- أشعر بعدم الأريحية. فلا أذق الاستقرار، إلا وأنا غائص في الكرسي البلاستيكي بغرفتي، عندما عدت.. فوقي المروحة شغالة على 5.. وعيني في عين (لطفي).. - اسم الكمبيوتر الخاص بي-
 (6)
في المعتاد.. قبل أي سفر لي.. أحاول إنجاز المقالات أو التدوينات الدورية، بدلًا من أن تتراكم عليّ بعد الرجوع.
أعتبر عملية "تحرير الكتابة" نفسها؛ ألذ/ أصعب مهمة في العالم.
هذه المرة.. عدت من إسكندرية بكم كبير من الصور والفيديوهات، تحتاج إلى "معالجة" كذلك، معتقدًا إن "تحرير المواد البصرية" مهمة أيسر كثيرًا.
لكن.. صدمتي أن الوقت استطال بشدة، فبددت يومًا.. واثنان.. وثلاثة.. في محاولة إنجاز المونتاج.
اتضح إن "التحرير Edit هو التحرير".. نفس الأرق اللذيذ، وهاجس الكمال، مهما كان نوع المحتوى الذي نشتغل عليه، سواء كلمات.. كادرات.. صوت.. حركة..
يومًا ما، سأرحم ما تبقى من عقلي.. باعتزال الممسائل برمتها، واكتفي بشراء توكتوك.. و.. آه.. لن أنس أن أكتب على ظهره..
- "التحرير Edit.. خسرنا كتير".
(7)
يقول د. أيمن صلاح:
- تنجح الحملة التسويقية، كلما استحوذت على حواس أكثر للمستهلك.
(8)
الفرق ما بين الذهاب والعودة، من الإسكندرية.

أنني طول الشطر الأول، كنت في حالة سماوية عالية من المزاج الرائق، لترن في ودني -بشكل ملح - أغنية:



في حين؛ أثناء الرجوع، قابلت بضعة شوائب، جعلت اللسان المعبر عن حالي، هو:


تقريبًا.. من الممكن للمرء منا، كتابة مذكرات يومية لحياته -بالكامل-، يقول خلالها كل شيء، عن طريق ذكر أسماء "ألحان" معينة بالترتيب.. فقط.
(9)
عند عودتي من الإسكندرية، وجدت بانتظاري تعليقات لأصدقاء، تتراوح ما بين: "نحسدك"، و"أنت محظوظ"، و..، و.. نعم، كنت أبتسم بمنتهى السعادة في الصور والفيديوهات التي رأوها، غير أن وجهًا آخر للرحلة، وراء الصور، لم أحبذ الحديث عنه، لكن.. يبدو أنه ضروري لإكمال الصورة.
لأضرب مثالًا باليوم الثاني من المنتدى تحديدًا، باعتباره أكثر ما تضمن تفاصيل غير لطيفة، حذفتها في المونتاج، على غرار:
- استيقظت على كابوس.
- نزلت إلى مطعم الفندق، بشهية غائبة، في مثل هذه الحالات، أسعى إلى تناول أي سكريات، فوضعت في طبقي تفاحتين، ثم ملأت كوبًا من عصير البرتقال.. تمام.. لا مؤاخذة.. تقيأتهم قبل أن أبلغ غرفتي.. تخيلوا كم الحرج
- حدثت كهربة للأجواء بين زمي لنا، وبين أحد منظمي المسابقة!
 حاولت جذب الأول بعيدًا، كي لا يتطور الأمر إلى مشاجرة، فسمعت كلمة غير لطيفة في حقي، ونظرًا لأن الأولوية -حاليًا- أطفاء المشادة القائمة بالفعل، اضطررت لابتلاع الغصة.
- عندما جاء دوري في الدخول على لجنة التحكيم، فوجئت بمشكلة في الحاسب النقال، استغرقت عدة دقائق، وعندما تم تجاوزها، اكتشفت مشكلة تالية في صوت الجهاز، اضطررت لاستبعاد نصف المحتوى الذي أعددته، المتمثل في فيديو وثائقي عن المبادرة، والاكتفاء بالنص الآخر (عرض باور بوينت، يمكنني الشرح فيه بنفسي، بالتالي أتخطى مشكلة ضعف الصوت).

أصر عضو لجنة التحكيم، أن أخبره بموجز محتوى الفيديو، فقلت بطريقتي المباشرة المعتادة:
- أبدًا، ليس بالأمر فائق الأهمية، كل ما هنالك، أنه تتضمن لقاءات تلفزيونية عن المبادرة،  أقحمتها بغرض التأثير النفسي على لجنة التحكيم (أي حضراتكم)، والإيحاء بأننا مهمين، وليس مبادرة قادمة من (بئر السلم)، بخلاف ذلك، عرض الباور بوينت كفيل -وحده- بتقديم الخلاصة الوافية.
التفتوا إلى بعضهم البعض، قبل أن يقول لي أحدهم بمنتهى الجدية:
- عن نفسي، أقسم أنني تأثرت.
دعوني أشرح شكل الغرفة، كنا نلتف جميعًا حول طاولة ضخمة، هما فوق مقاعد جهة اليمين، وأنا -وحدي فوق أريكة- جهة اليسار، أمامي حاسب النقال، متصل بجهاز عرض الصور.
المشكلة الأبرز، في المسافة المتسعة بعض الشيء، بين الأريكة والطاولة، مما يجبرني على الميل بجذعي للأمام عند كل نقرة لأزرار الحاسب النقال، فظل وضع غير مريح بالمرة! 
أضف إلى ذلك، اعتيادي الدائم على استخدام الفارة، فقم بمضاعفة (عدم الارتياح) مرتين، بسبب الاضطرار للتعامل مع شاشة اللمس الخاصة باللاب.
- تشكلت لجنة التحكيم من أساتذة محترمين، أثق جدًا إنهم كذلك، بل أعرف أحدهم منذ مدة طويلة، لكن.. في ذروة مناقشة حول حيثيات مبادرة (لأبعد مدى)، ونوعية المحتوى والتصميم، سألنى أحدهم:
- أتستخدم وندوز أصلي؟
لم أفهم بصراحة، ما علاقة هذا بالموضوع؟
فوجدتني أرد بتلقائية:
- أتستخدمه أنت؟
بالإضافة إلى عدد من الشرارات المتبادلة المماثلة.
لأسباب مثل تلك، يُعد زميلي (مصطفى جميل) أفضل مني بمراحل، في تمثيل المبادرة خارجيًا، نظرًا لمرونته في تجاوز التفاصيل الصغيرة، أما بالنسبة إليّ، فمن الممكن قد تتسبب لفتة بسيطة في رفعي إلى عنان السماء، وأخرى تخسف أخرى بحماسي إلى أسفل سافلين.
على الناحية الأخرى.. عندما خرجت من منزلي.. كنت أعلم أنني لن أسافر إلى عالم مثالي، بمعنى: في أسعد الاحتمالات، أمام كل 9 مواقف باسمة، سأقابل 1 على الأقل.. يضايقني جدًا. 

إن لم أقبل بهذه النسبة، من الأفضل لي -إذن- العيش في شرنقة، بعالم موازي.
لهذا السبب، أنفتح على السفر والإندماج في فاعليات مماثلة، علني أتغير بالتدريج، وأصير شخصًا أكثر احترافية.

- وددت أن أفعل كذا، غير أن مشكلتي الأساسية، تكمن الخجل والإنطوائية كالمعتاد.
بحت بهذا السر مرتين، الأولى عندما وقفت أثرثر مع أحد عمال الفندق، اكتشفت أنه  بلدياتي من (أسوان).
الثانية، حول طاولة الغداء، مع زملاء أتعرف بهم لأول مرة.
في المرتين، فوجئت بنفس الرد:
- خجول وانطوائي؟ يا رجل، أنت الوحيد الذي تحدث مع جميع المشاركين المنتدى، شباب وشابات!

صدمت عندما واجهوني بهذه الحقيقة، وكأنني أنتبه إليها لأول مرة!
غير أنني مُصر، انظروا إلى ملامحي جيدًا يا رفاق، حتمًا ستلاحظون كم أنا خجول!
ثم أنكم مخطئين حتمًا في تلك النسبة، هناك ثلاثة أو أربعة من زملاء المنتدى، لم يتنسن لي معرفة أسمائهم، أو التسجيل معهم.
(10)
من الإجحاف لو أنكرت: أنني سعدت -لأبعد مدى- خلال فترة المنتدى مجملًا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة

"