الاثنين، 20 فبراير 2017

قراءة المواصلات تلون المشوار، أم العكس؟

أمضيت سنوات من القراءة المنزلية أمام صفحات الـ PDF، حتى كسرت الروتين إبان بزيارة معرض (القاهرة) الفائت، عندما عدت منه ببضعة كتب ورقية، أغلبها مغري بقرائته في أقرب وقت، على الجانب الآخر،  "أنا في المنزل، إذن أنا أمام الحاسب"، بالتالي، تبقى حل وحيد:
- تأجيل مطالعتهم لأوقات الخروج، المواصلات، نويتجيات المستشفى.
النتيجة؛ أنني لمست اختلافات غريبة جدًا!
في العادة، تغتم نفسي -غريزيًا- كلما تذكرت أن لدي سهرة في المستشفى!
أما الآن.. تغير الوضع.
صار لعابي يسيل.. فقد صارت تعني؛ أنني على شفأ الانفراد بأحد الروايات الشيقة المؤجلة.
كل عمل منهم، تغلغل في تفاصيل الظروف التي قرأته على خلفيتها، لدرجة جعلتني أتساءل:- هل تفرض الرواية  مذاقًا خاصًا، على مشواري الذي أقرأه أثناءها؟ أم العكس؟
طالعت نصف "رأيت موضعي في جهنم" في إحدى تلك الأمسيات، ونصفها الآخر؛ أثناء انتظاري لدوري في عيادة طبيب الأسنان.
أما عن (جيكاي.. غضب أبادون).. فجاء دورها أثناء ذهابي إلى ورشة (ريادة الأعمال) في الأكاديمية البحرية، وللأسف أودعتها داخل الحقيبة التي تسلمنا إياها قبل الدخول، تحوي شعار الفاعلية، مطويات تعريفية، أجندة، إلخ.
ونظرًا لأن نسخ مطابقة منها صارت في إيدي الجميع، في الأغلب، أخذ أحد الزملاء حقيبتي ظنًا منه أنها تخصه، دون الانتباه إلى روايتي داخلها،  مما اضطرني إلى اللجوء لتلك الجميلة من اللجنة المنظمة، كي توجه نداءً في الميكرفون الداخلي، فسألت:
-
  ما اسم الرواية؟
كدت أخبرها بالعنوان كاملًا، ثم توقفت لحظة؛ وضعت نفسي خلالها مكان المرأة، ما الانطباع الذي ستأخذه عني عندما قلت لها؛ (جيكاي) و(أبادون).
فاكتفيت بذكر المقطع الأول فحسب، ثم.. كأن ارتباكي لم يرق لي أنا نفسي، فأضفت بعصبية غير مبررة:
 أو اخبريهم بأن أحد الحقائب تحوي رواية فحسب.
تفاصيل كثيرة حدثت، قبل/ أثناء/ بعد قراءة كل عمل منهم، لدرجة أن السؤال السابق تحول إلى:
- هل يصل الأمر، إلى تأثر نظرتك لعمل أدبي، نتيجة الظروف التي أحاطت بمرحلة مطالعتك له؟

هل يمكن لعمل متوسط، أن تراه رائعًا، أو رواية عبقرية، تقرأتها وسط ضغوط شخصية، فتستشعر –واهمًا- بأنها رديئة؟
سواء مشواري ذات عبير مختلف، منذ راقتني الكتب فيها، وأظنني سأبحث عن تكرار تلك الحالة كثيرًا. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة

"