23 أكتوبر 2016م.
للتوثيق الشخصي؛ أصر على اعتباره يوم مختلف.
حتى أصل إليهم في المكان المنشود، تنقلت بين 4 مواصلات، خلال حوالي ساعة ونصف.
لكن لو أردتم رأيي شعرت وكأنني انتقلت آنيًا.
أعتذر لأن ثقافة الخيال العلمي تؤثر عليّ، لكن -هذه المرة تحديدًا- أعجز عن القبض على تشبيه بديل.
الانتقال الآني هو إعادة تفكيك الجسم، قبل أن يعاد تجميعه في آخر.
هذا بالضبط ما أحسه بشدة، مسألة "إعادة التجميع" تلك.
هذه الفكرة التي سيطرت عليّ طوال الرحلة، لدرجة أنني أنظر لنفسي من وقت للآخر، كي أتأكد (هل أنا أنتمي لهذا المكان بالفعل؟ أم أنني غريب أو زائر؟! هل أنا هو أنا أصلًا، أم ثمة خطأ حدث، نتج عنه نسخة مشوشة أثناء عملية "إعادة التجميع"؟!).
كل المناظر الطبيعية، كل الأشخاص الذين قابلتهم.. باستثناء شخص واحد.
أنا.
حدثت عشرات المواقف التي جعلتني ألتقى نفسي أكثر من مرة، وكأنني أنظر في مرآة، وأراني لأول مرة.
للأسف، امتلك هاجسًا نحو تحليل كل خاطر/ تصرف/ تنبؤ يبدر مني، وهي -لعمري- عادة مرهقة جدًا.
خصوصًا في الأوقات، التي يفترض أن أسعد واستمتع بها لأبعد الحدود، أتشتت بسبب محاولتي التلقائية في فهم: لماذا أنا سعيد بالتحديد؟
أخالني فكرت في كل الاحتمالات الممكنة، باستثناء شيء واحد بديهى يفعله الأسوياء نفسيًا.
إذا وجدت مناسبة تجعلك مسرورًا، امض الوقت في تذوق ذاك السرور.. فحسب.. ولا شيئ آخر..
المزيد من التوغل في تحليل مسببات السعادة، يقلتها.
هناك طوق نجاة وحيد أنقذني من هذه الدائرة المغقلة، لقد نزعت عن نفسي غطاء نفسي، والتفت إلى شريك الرحلة فجأة، أسأله:
- أأنت سعيد؟
سألته أكثر من مرة، لدرجة شككت معها أنني أصبته بالسأم.
فأكد لي في كل مرة على إجابته بـ "نعم".
عندما أعجز عن معرفة؛ هل القطار تحرك بي فعلًا، أم يهيئ لي؟
كان شريك الرحلة، هو المقياس الثابت السوي الذي كنت أحتاجه.
فحتى عندما أتشوش لدرجة أعجز معها عن التمييز، هل نحن بطقس جيد أم لا، يكفينى شخص باسم يؤكد أن الحياة بخير، والنجوم لا تزال في أفلاكها.
حتى لو كانت تلك المعلومة نسبية، ستكفي الابتسامة حينها، كي تجعلها حقيقة لا تقبل الشك بالنسبة إليّ.
لذلك، لا تسعني الكلمات لشكر هذا الشخص. إذن، لماذا أكتب هذا الاسترسال الشخصي، الذين لن يضيف شيئًا لأحد.
هو نفسه أيضًا من نصحني بذلك، علها تكون طريقة للتخلص من كل تلك الرواسب، بحيث تبقى الوقع الرائع لليوم فحسب.
وكأنه لم يكتفي بسبب واحد، يجعلني أمتن له كثيرًا.
الحمد لله، الحمد لله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق