الاثنين، 26 سبتمبر 2016

أشهر روايات أدب (السايبر بانك)

 - (عالم جديد شجاع): 
تحفة الصحفي والأديب البريطاني (ألدوس هكسلي)، وهذا ليس بغريب على حفيد (توماس هكسلى): الرجل الذي تتلمذ على يديه (هربرت جورج ويلز) نفسه.
تحدث (هكسلي) الصغير عن مستقبل تخلي فيه البشر عن خشية الموت، بشر يتم توالدهم اصطناعيًا في أنابيب الاختبار، ويشبون على استنكار فكرة (أسرة)، فزمنهم جعل من كلمة (أب) أو (أم) تدعو إلى الخجل، وهكذا صار الجميع.. حسنًا.. ليس "الجميع" بالضبط، إذ ظهر إنسان (متوحش) يحتفظ بمفاهيم العصر القديم، فكان من الطبيعي أن يودعوه أحد المتاحف، وإن ظل يذكرهم بالطابع الحقيقي للحياة الذي كانت عليه البشرية يومًا.
سبقت الرواية عصرها بنبوءة ظهور (أطفال الأنبابيب)، لاحظوا أننا نتحدث عن العام 1932م، أي قبل نحو نصف قرن من ميلاد (لويس براون) أول طفلة أنابيب في العالم.
 
-(1984):
الرواية التي مُنعت من دخول العديد من الدول، وفي نفس الوقت، يصنفها البعض ضمن أفضل ما كتب في القرن العشرين قاطبة.
تدور الأحداث داخل إطار (ديستوبيا) أخرى، صار فيها البشر مجرد أرقام بالنسبة لحكومة (الأخ الأكبر).
احترس لتعبيرات وجهك، حذار أن يبدو عليك التفكير، أو تبدر منك أدنى عاطفة، فدوريات شرطة الأفكار لا تمزح أو تتسامح.هذه أصبحت كما أن أجهزة التصنت لا تغفل عنك لحظة، بالإضافة إلى أنك ستجد حولك صحافة، وإعلانات تلفاز، ولافتات فوق ناطحات السحاب، كلها لا تعطيك فرصة للتظاهر بالتناسي، وتذكرك طوال الوقت بحقيقة أن: (الأخ الأكبر يراقبك).
كتب (أوريل) ملحمته الخالدة في 1949، أي كان العام 1984 بالنسبة له زمنًا بعيدًا للغاية، حمد القراء اللاحقين ربهم على أن الزمن المختار مر على خير، فلم تتحقق رؤى (أوريل) السوداوية بالنسبة للأغلبية، أقول "الأغلبية" لأننا –كعرب- نرى أخ أكبر في كل مكان حولنا، بل يكاد الوضع ينطبق أكثر على دولة كوريا الشمالية مثلًا؟
لن نستغرق في جلد ذاتنا كعالم ثالث، وأذكركم بأن الأخ الأكبر يتواجد في الولايات المتحدة ذاتها، ويكفي التذكير بفضيحة (Prism Internet Surveillance) عام 2013 تحديدًا.
(برسيم) عبارة عن برنامج شامل من صنيعة جهاز الأمن القومي الأمريكي، تجسسوا بواسطته –داخليًا- على بيانات نحو خمسة ملايين مواطن.
شكلَّت (1984) أثرًا فارقًا على عدد من روائع الأدب التي تلتها، مثل:

- (451 فهرنهايت)
هي درجة الحرارة التي يحترق عندها الورق، وفي نفس الوقت عنوان رائعة المؤلف الأمريكي (راد برادبوري)، الذي تنبأ بمستقبل مظلم.. مستقبل يتم فيه غسل عقول الجماهير بالإعلام التافه، وهوس تليفزيون الواقع، مع إدانة من يملك المفتاح الأزلي للمعرفة، (الكتب)، وحرقها فورًا.
وإمعانًا في التحدي، أضاف المؤلف عود ثقاب ضمن تصميم الرواية، وطلب من القارئ حرق أوراقها إذا لم ترق له.
تضمنت وصية (برادبوري) بعد وفاته؛ أن يدفن في مقبرة الحديقة التذكارية في (ويستوود فيليج)، وأن يُكتَب على شاهدة قبره «مؤلف فهرنهايت 451».
 

- (الرجل الراكض): يعد اسم (ستيفن كينج) بمثابة تميمة مميزة لأدب الرعب، إلا أنه قرر عام 1981 التنحي عنه لبرهة، واقتحام عالم الخيال العلمي، فقدم نموذجًا آخر لمستقبل قاتم؛ حيث ينقسم فيه العالم على طريقة (هربرت جورج ويلز) إلى من يترف بالغناء الفاحش، ومن يعيش في فقر مدقع.
المنفذ الوحيد أمام الفقراء لجلب المال، هو باب مدينة الألعاب، حيث عالم ترفيهي كامل تبث كل فاعلياته على الهواء مباشرة.
هكذا تدور الصفقة، الأغنياء يحصلون على التسلية، بينما يشاهدونك وأنت تلعب، حتى الموت.
                                              *****
لاحظوا أننا لم ننكن نتحدث فيما سبق عن الخيال العلمي، بل عن فرع بالغ التخصص منه، يدعى (الفضاء الرقمى) أو (السايبر بانك).
ظهر مصطلح (سيبربنك Cyberpunk)، لأول مرة عام 1983م حيث جاء كعنوان لقصة قصيرة، جاورها صورة صاحبها (بروس بيثك).
كلمة (سيبر) مشتقة من مصطلح (سيبرنيتكس) (علم التحكم الآلي Cybernetics)، وتشير إلى العالم الرقمي أو الإلكتروني، أما كلمة (بانك) فتشير إلى المشاغب أو المتمرد.
شكلّت قصة (بروس) مفهومه البكر عن ذاك العالم؛ بمفردات المكونة من (متسللي كمبيوتر+ ذكاء صناعي+ علم وراثة)، وصنع جسرًا بين ما سبق وبين الحكومات المستقبيلة القمعية + حكايا المدينة الفاضلة (أو الفاسدة.. أيهما أقرب)، إلخ.
لا ننسى علامات كلاسكية أخرى حفرت بصمتها في هذا اللون الأدبى، على غرار رواية (We) عام 1924م للكاتب الروسي يفجيني زمايتين Yevgeny Zamyatin، والتي يقال أن جورج أوريل تأثر بها كثيرًا في رائعة (1984)، كما يوجد أيضًا (ممزق الأعصاب) لويليام جيبسون، و(عدو النظام) لـ (برايان ألديس)، و(مؤسسة) (إسحاق أسيموف)، و(كثيب) (فرانك هيربيرت).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة

"