السبت، 17 سبتمبر 2016

قريبًا

التلت سنين اللى فاتوا مريت فيهم بفترات توقف طويلة عن الكتابة.
طويلة جدًا لدرجة تخنق.
لما حد من صحابى كان يقوللى إن نفسه مسدودة عن الكتابة، كنت بديله دش بارد فوق دماغه ودماغ اللى يتشددله، لأنى مكنتش فاهم يعنى ايه (مليش نفس) لما تكون بصدد حاجة أساسية للحياة زى الكتابة؟
هوا ينفع تقول مثلًا؛ بقالى يومين بطلت آخد شهيق وزفير؟ عشان نفسى مسدودة أتنفس؟
عشان كدا كانت صدمتى مضاعفة، بعد ما كنت أظن إنه (يحدث للآخرين فقط).
الحالة دى بتقترن بمتلازمة نفسية كنت لسه بتكلم فيها مع زميلة عزيزة، ألا وهى:
- إنك مبتعرفش هل إنت مكتئب عشان مبتكتبش، ولا متبكتبش عشان مكتب؟!
بس تعرفوا إيه الأسوأ من دا كله؟
إن فى عز اكتئابك ومشيك فى الحياة -قط- كحلاوة روح ، فجأة تلقى حد يقولك:
- بس بسم الله ما شاء الله عليك..بنعتبرك مثال للنشاط..
كنت أتمنى يكونوا بيتريقوا.. آه على فكرة.. لو بيتريقوا كان هيبقى أهون..
لما حد من صحابى المقربين كان يقولهالى.. كنت بنفجر فى وشه بطبيعة الحال..
عارف لما تبقى عايش منزوى فى كهف لقرون.. وييجى واحد داخل عليك هناك فجأة، يقولك:
- على فكرة كنت منور السهرة امبارح.. والناس لسه لغاية دلوقتى بتضحك على النكت المسخرة بتاعك.
طبعًا، هتندهش.. وتقول إنهم أكيد بيتكلموا عن حد تانى.
لأن لا أنت خرجت من الكهف.. ولا بتعرف تقول نكت أصلًا.
أعتقد كفاية كدا سنتين فى الكهف.. لأنى بحمد الله قادر أخرج حاليًا.
إزاى خرجت من الحالة البائسة دى؟ مش عارف الصراحة.. لأنها زى ما جت لوحدها.. انتهت لوحدها.. بعد ما اقتطعت من عمرى عامين.. 48 شهر.. حوالى 700 يوم..
فبالتالى؛ عندى أفكار كتير فى اتجاهات مختلفة، هحاول أنفجر فيهم جميعًا، بأنى أشتغل عليهم فى نفس الوقت..
هل متوقع إن أنجح ولو فى واحدة فيهم على الأقل؟
لا فى الحقيقة، مبحبش أتوقع.. ومش مهم أتوقع.. المهم إن عندى عطش للانتقام من فترة التوقف الطويلة دى..ولازم أسعى لتفريغه..
فانزل يابنى بيافطة:
-قريبًا بإذن الله.


هناك تعليقان (2):

  1. مقال جميل ومنتظر ابداعاتك الجديدة يا عزيزي . اتابع ما تفيدنا به في مدونتك دمت بود.

    ردحذف
    الردود
    1. شرف لي يا أ.يونس.
      وشكرًا على كلماتك الطيبة.

      حذف

المشاركات الشائعة

"