الخميس، 22 سبتمبر 2016

بروفة موت 2

حلمت -خير اللهم اجعله خير- أنني مت.
أصر على لفظة "حلمت"، فهو لم يكن كابوس على الإطلاق.
مجرد حلم عادى، والأقسى أن طريقة الوفاة كانت روتينية كأقصى ما يكون، وخالية من أي دراما جديرة بكاتب هاوي.. ليس طعنة.. أو غرق.. أو سقوط من عل.
مجرد ذروعي المعتاد في غرفتي جيئة وذهابًا، وعند اليسار مباشرة من طاولة الكمبيوتر.. مادت الأرض بي..
لا أعرف كيف هي حسابات الزمن في الأحلام!
لكن أثق بأنها من نوعية اللحظات التي تكاد توازي دهرًا.
سقط الجسد للأسفل، في نفس الوقت الذي تنتزع الروح إلى الخارج.
كلا.. لم تصعد إلى الآعلى.. وأعجز عن حياكة وصف مناسب لكلمة "خروجها".
اتخذت المسألة شكلًا مكثفًا من الألم العارم، يصاحبه شعور بأن "أنت" يُقتلع من داخل كل خلية منك.
الخبر السار فى الموضوع، عندما بلغ الانسحاب ذورته ثم انتهى كل شيء بغتة عندما استيقظت.
ارتبكت مع كل هذا الكم من البهجة وعدم التصديق:
- لا زلت حيًا.. أنا حيّ..
صارت لهذه الحقيقة المدهشة قيمة غالية، مع أننا نعيشها يوميًا، فبهتت تمامًا لكثر ما اعتدناها.
معلومة أخرى استفدتها جراء ذات الحلم..
لا أعرف هل سيكون ألم الموت بنفس الدرجة، أو أكثر أو أقل، لكنني كنت حائرًا بخصوص سؤال:
- ما الذي سأفكر به إذا حضرني هادم اللذات ومفرق الجماعات؟
منحني الحلم بروفة مقاربة، اكتشفت أن كل شيء أن كل شيء سيتبخر من ذهني حينئذ، فلم أنطق الشهادة، أو أسترجع ذكريات باسمة، كل ما هنالك أنني تذكرت ذنب واحد شنيع، شنيع لدرجة أنني أنفقت لحظاتي الأخيرة فى الاستغفار له.
وحتى الآن بعد أن استيقظت.. لا زلت أستمر في نفس الابتهال إلى الله من وقت لآخر، وفي نفس الوقت.. أعجز عن التوقف تكرار عن ذات الذنب.
ويبدو أن حب الوهن.. ووهن الحب.. هو خظيئتي الأخيرة المتكررة التي ستظل تلازمني حتى الموت... الحقيقي..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة

"