الجمعة، 15 يوليو 2016

رواية (سيرة التراب)

ذكاء!
هناك ذكاء -لا شك فيه- امتلكه الكاتب فى نقاط عدة:

- أولًا: اختياره لأرض بكر من النادر أن يتناولها كاتب.
- نجاحه فى بذر لحظات مكثفة دراميًا على مدار طول العمل؛ رحيل.. وداع.. قرار مصطفى الأخير الذى فاجئ به شيماء، أما الأبرز من وجهة نظرى: لقطة تمسك عثمان المرتبط بالقرية حتى النهاية (اعتبرتها قصة قصيرة متميزة فى حد ذاتها).
على الناحية الأخرى، يوجد مجهود واضح كالشمس فى جمع المعلومات عن بيئة الرواية، لاسيما أنها بيئة شديدة الخصوصية.
 لولا معرفتي المسبقة بأن الكاتب "قاهرى" المولد والنشأة، لظننت أنه بالفعل من النوبة.
أكبر مؤشر؛ أننى أعيش فى شمال أسوان،  ومع ذلك، كانت هناك معلومات أعرفها لأول مرة من خلال الرواية
يتناول العمل رحلة عائلة (أحمد جُلق) النوبية، ومرورها بعدد من الأحداث المفصلية الهامة كالتهجير من أرضهم قبيل بناء السد العالي، ثم هجرة ثانية إلى القاهرة، فهدم المعتقلات أيام السادات، فثورة يناير وما بعدها.
التجربة ككل معقولة وجيدة، وإن تخللتها نقطة سلبية شابت نحو 5% في السرد، وللحق؛ ضايقتنى كثيرًا.
فى بعض مواضع الرواية، أشعر أن الرواية تخرج عن الحكى، ويتحول الأسلوب إلى ما يشبه "المرافعة" أو "الخطابة"، ربما لتأثر المؤلف بأروقة المحاماة التي ينتمى إليها.
ورغم أن هذه النبرة لم تكن منتشرة، لكن القليل جدًا منها يصيبنى بالحساسية.
منحنى الشاذلى فى  تطور تصاعدى لافت، ونترقب بإذن الله ما هو قادم أفضل وأفضل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة

"