الأربعاء، 15 يونيو 2016

قمة الجبل

فى الوقت الذى تلعن فيه تعثرك فى الوصول لقمة الجبل، ربما يكون موقعك الحالى هو أعلى قمة يتمناها آخرين، حتى ولو على مستوى تفاصيل صغيرة جدًا.
نظرت لنفسى متعجبًا وكأننى أرانى لأول مرة، هناك الكثير من هذه التفاصيل، أتعجب كيف لا أتوقف عندها بما يكفى؛ وأحمد الله؟
مثلًا:
- أننى على عكس الكثير ممن حولى، أعيش وأتحرك بمقردى دون رفيقهم اللزج المزعج والذى يسمونه الـ (كرش)، لست تحت ضغط نفسى لأمارس حمية أو رياضة، ثمة معجزة صغيرة فيمن يمتلكون مثل هذه القامة النحيلة، تجعلك تأكل قدر ما تشتهى أن تأكل، مع الاطمئنان التام بأن وزنك لا يزيد،
- أكثر من صديق سمعت منهم مؤخرًا عبارة: (نحلم بعد عشرين عامًا، بأن نمتلك منزلًا فى أسوان)، صحيح أنهم لا يعرفون شيئًا عن التهميش ونقص الخدمات فى الصعيد، لكن.. لم أعرف مقدار الهدوء والسلام عندنا، إلا عندما زرت مناطق مختلفة تفتقد إليها، هم ينتظرون عشرين عامًا، بينما أنا هنا، أعيش فى أسوان ولدى منزلى بالفعل، لماذا لا أمنح هذه الهبة الإلهية تقديرها الكافى؟
- أنتمى لعائلة، والعائلة جزء من قبيلة، فى الواقع؛ أغلبنا جزء من عائلة، وقد يكرهها بقدر المشاكل بين أبويه إذا كانا منفصلين، أو.. أو.. لكن كونك تملك "اسمًا" فى خانة الأب، هذه قمة هرم النعمة بالنسبة لآخرين مثل اللقطاء أو مجهولى النسب مثلًا.
الحمد لله، الحمد لله.

هناك تعليق واحد:

المشاركات الشائعة

"