الأحد، 29 مايو 2016

الهرولة بين الوجوه أسفل (شرق الدائري)


يمارس هذا العمل جوهر دور "الرواية" من وجهة نظرى، ألا وهو الحكى.. ثم الحكى.. ثم الحكى.. 
لا يوجد لغة متقعرة، أو إدعاء قضايا فلسفية كبرى.
يتجول الكاتب بين هذه الوجوه بطريقة ذكرتنى بكاميرا المخرج (محمد خان)، مع فارق أنه فيلم بلا بطل أو أبطال محددين، "التصفح السريع للوجوه" هو البطل الوحيد.
هناك تقافز مستمر من شخصية لشخصية، من منزل لمنزل، على مدار أربعة عقود، مع اقتصار عنصر المكان بالأساس على المنطقة المهمشة المنسية أسفل شرق الدائري.
لو أخبرنى أحدهم بأن هناك رواية كتبت هكذا، لقلت له: حتمًا سيكون عمل مفكك، يتسبب فى تشتيت القارئ.
وبالفعل، أصابنى ذاك التكنيك بالكثير من الإرهاق،  وفى نفس الوقت، أثبت بأن لديه "الأصالة" كافية لتغطية أى شئ.
أتصور أن خالد أحمد راهن على أصالة التفاصيل، على البشر والحجر داخل "الحارة" بكل ما لهذا المكان من خصوصية.
ربما كان رهانًا ناجحًا بالنسبة للأغلبية (وأنا منهم)، أو خاسرًا بالنسبة للبعض، لكنه بالتأكيد يستحق الاحترام على المجهود والمخاطرة فى عمل حياكة كل هذا العالم. 

تعلمت من "شرق الدائري" شيئًا مختلفًا فى فن الروى.
شكرًا خالد أحمد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة

"