الأحد، 13 مارس 2016

باب إلى السماء




لدينا جارة مسنة فى شارعنا، كلما رحت أو جئت، فى الحضور والغياب، دائمًا ما كانت تدعو لى.
ذات مرة نصحتنى والدتى:
- فلتذهب وتعش فى القاهرة يا ولدى، هناك ستجد فرص أفضل تناسب مجالك ذاك الذى تحبه.
لولا أن والدتى من تتحدث، لتشككت؛ (هل وجودى معهم مزعج وكابوسى إلى هذا الحد)، فى كل الأحوال، تشبثت بفكرة أن "هنا" أفضل لا ريب.
- كيف؟
اجتهدت فى إيجاد سبب منطقى، فلم أجد على لسانى أقرب من:

-هناك لن أجد من يدعو لى، مثل الجدة "فلانة".
منذ مدة، توفت هذه المرأة الطيبة، تذكرتها اليوم بالتحديد، لأننى التقيت أكثر من وجه ملئ بالتجاعيد مثلها، إحداهن عمة قالت أنها تذكرنى عند الصلاة فجرًا، وعم أكبر منحنى مصافحة ودود، مع بركة الكثير من الدعاء.
لطالما راجعت حياتى الماضية، فأتذكر أسوأ ما فعلته، وأستطيع القول أنها تصرفات قاتمة لدرجة تجعلنى أن أتعجب؛ فمن أين جاء قليلى الطيب إذن؟
الآن فقط.. عرفت.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة

"