الجمعة، 7 أغسطس 2015

اضف نبلاء إلى صورك

ما الذى حدث بعد أن انزاح غبار البارود جزئيًا؟!
لقد نظر أفراد كتيبة الإعدام إلى أنفسهم غير مصدقين، جيفارا مات أخيرًا!
رد فعلهم التالي، اتضح -فيما بعد- أنه كان الأغبى على الإطلاق.
ما حدث أنهم لم يقاوموا التقاط صور أخيرة مع الاسطورة!
المفارقة، أن عدسة الكاميرا أظهرته وهو يودع العالم مبتسمًا، انتشرت الصور عبر الأثير إلى كل أرجاء المعمورة، لتأتى بمراد مناقض تمامًا لما رغبه ملتقطيها، فقد منحت البطل ميتة أسطورة تضمن له الخلود فى ذاكرة الجميع.
تلاحظوا، أن الجنود هرولوا لأخذ صور "معه"، أكثر منها "له"!
هذا المشهد علق فى ذهنى محاولًا البحث عن تفسير!
لماذا؟
واضح أنه من النبلاء من تتشرف بأى علاقة تربطك بهم، حتى كانت علاقة عداوة، حتى لو علاقة قاتل بقتيل!
كلنا يبحث عن شريك يضيف خلودًا لكادر الصورة، وهذا شئ لا يمنحك إياه قمامة البشر حتى لو كانوا أصدقاءك، بينما يضمنه لك أمثال جيفارا حتى لو كانوا أعداءك.
فيما بعد، ستعبر كل هذه القصة المحيط الأطلنطى، فتبلغ مسامع ثنائى خالد آخر ببلاد النيل والأهرام.
شاعر عامية محدود التعليم يعتبره الجميع مثالا لابن البلد سليط بعض الشئ، ومغنى ضرير.. طيب القلب.. صار يستعمل عوده فى الابصار عوضًا عن عينيه.
واضح أن ما بلغهم هو خبر وفاة البطل فقط، لكن لا صور أو تفاصيل عن لحظاته الأخيرة، مما جعل خيالهم ينشغل بتصور البقية، قائلين:

يمكن ضحك
أو ابتسم
أو انتشى
يمكن لفظ آخر نفس كلمة وداع
لجل الجياع
يمكن وصية للي حاضنين القضية
بالصراع
صور كثير ملو الخيال
وألف مليون احتمال
لكن أكيد و لا جدال
جيفارا مات ميتة رجال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة

"