الاثنين، 6 أكتوبر 2014

وعندما صارت القراءة أخيرًا.. "موضة"..


تلك اللحظة الظلامية التى أقابل فيها شخص، من أولئك الذين يقلبون شفاهم السفلى، ويلعنوا من حولوا القراءة إلى "موضة"!!
نعم؟؟!
هناك العشرات ماتوا وهم يحلمون هذا الحلم، أن تتحول القراءة من هواية مستنكرة، و(اييه دا، مش معقول، هوا أنت بتحب القراية؟)، إلى صيغة لها عدوى الـ "موضة". 
ميزة مثل قوة ناعمة عاتية مثل القراءة، أن من تناولها باستظهار وسطحية، ولم يخرج منها سوى بسطر واحد، أو إحساس صادق، أو معلومة.. هذا في حد ذاته، إفادة كافية.
اليوم من قرأ للأدباء الشباب الذين يصيب -مجرد ذكرهم- تشنجًا لدى البعض.
فغدًا سيستمر القارئ في معهم، وسيضم إليهم من تلقاء نفسه حب القراءة لأنواع أخري لإدريس ومحفوظ وغيرهم. أما بعد غد..سيخرج من إطار الروايات ليقرأ فى العلوم، والسياسة، وغيرها.
ولنفرض، فى أسوأ الظروف، أنه ظل أبد الدهر داخل دائرة موضة (رويات الأدب الشبابي الشعبي pop art).
من الجيد أنه شغل حيز من وقته مع حروف استمتع بها، ولمسته، أفضل من أشياء أخرى سلبية كان يمكن أن تشغل نفس الحيز.
مجرد أن وجدنا شباب يقرأون فى المترو، ويقفون -مثل أوربا- فى طابور انتظارًا لكتاب..هذا في حد ذاته لمحة تستحق الوقوف أمامها بفخر..
أمنيتي لو أن الموضة تجعلنا هكذا، أن يأتي اليوم الذي تصبح فيه الموسيقى موضة.. رياضة الجرى فى الشارع موضة.. و.. و..

هناك تعليقان (2):

  1. نتوق الى اليوم الذي يصبح فيه طلب العلم وممارسة العلم من أكثر الهوايات انتشارا
    وانا أحب أن يقال على هذه الحالة هواية منتشرة على كلمة موضة .. لأن الموضة تأتي وتنتهي أما الهواية فهي تصبح جزء لا يتجزأ من شخصية الفرد

    تحياتي

    ردحذف
    الردود
    1. طبت وطاب يومك صديقتنا العزيزة..
      مبدأئيا سعيد بمشاركتك لنا الرأى..
      وتعقيبى أن:
      - رهانى أن لهذه العوالم (القراءة-الموسيقى-العلم) جاذبية تجعل من يقترب منه، لا يغادره أبدًا..
      وبفرض الأسوأ..أن دخولهم كان لفترة عابرة من قبيل الـ "موضة" بحق..بأملى أن سطر واحد من قصاصة جرائد ملقى فى الأرض..يقرأه أحدهم لمرة واحدة..قد يغير حياة للأفضل..
      لمرة واحدة فقط..حتى لو لم يكن موضة متكررة..

      حذف

المشاركات الشائعة

"