متى بدأ الخيال العلمى؟
متى انطلقت صرخة الميلاد؟
عن الخيال عمومًا: فالخيال موجود بوجود الإنسان الأول، هذا أمر فى
غاية البديهية، وسنجده منقوش فنًا على جدران كهوفه ، أو ورثناه منه قصصًا
وأساطير .
فمتى إذن تم مراسم الزواج بين الخيال والعلم؟
من
وجهة نظرى الشخصية الضيقة، البداية بزعت باكرًا للغاية، فى القرن الثانى الميلادى.
صاحب
هذا السبق هو لوقيانوس (أو لوسيان) السورى، و–كما يشير لقبه- ينتمى الرجل
لجذور سورية.
عاش
فى روما، وعمل هناك محاميًا و خطيبًا متجولًا، وأبدع أول يمكن أن نعتبره
-تجاوزًا-: قصة (خيال علمى).
حيث
تكلم عن رحلة إلى القمر، و كيفية اشتعال فتيل الحرب بيننا وبين سكانه، وأطلق
عليها اسم (قصة حقيقية).
بعدها
انتظر درب الخيال العلمى كثيرًا، انتظر حتى القرن السابع عشر، عندها ظهر من يكمل
الطريق.. الفلكى الألمانى (يوهانز كبلر)، الذى صاغ روايته الرائدة
(سومونيوم).
وتصف
(سومونيوم ) رحلة إلى نفس هدف الخياليين جميعاً، القمر.
ثم
أشرقت شمس القرن الـ 18، ويبدو أن مؤلفى ذاك القرن ملوا التحليق فى الأعلى، لذا
فكروا فى وجهة مختلفة، فكروا فى الغوص إلى أسفل، نحو أعمق أعماق الأرض.
التقط
هذا الخيط الانجليزى روبرت بالتوك)، فأنجبت مخيلته شخصية (بيتر
ويلكنز)، وتحدث عن رحلة بطله فى الكهوف، ثم مغامرات (بيتر) مع الكائنات
الطائرة فى أعماقها، بعدها نحت القصة محنى رومانسى تمامًا، حيث يتعلق بيتر بأنثى
من البشر الطائرين، وانتهت القصة بزواجه وإنجابه منها.
لا
نزال فى القرن الـ18، ولا نزال مع الغوص فى أعماق الأرض.
فالنرويجى
(نيل كليم) سَطَرَ رائعته ( رحلة إلى ما تحت الأرض)، وتجول عبر رحلته التخيلية هذه
إلى باطن الأرض، فوصف تضاريسها الجميلة المعقدة، ثم تحدث المواجهة، ويصطدم
بطل الرحلة مع المخلوقات الساكنة للكهف، وهى مخلوقات قاسية شبيهة بالبشر.
هذا
العمل حقق نجاحاً وتألقاً وقتها، فنال عنه كليم شهرة واسعة، ويكفى أنه ترجم إلى 13
لغة.
ننتقل
الآن إلى القرن التاسع عشر، هنا تنتهى الإرهاصات، ويبدأ الميلاد الحقيقى.
فالثورة
الصناعية فى أوجها، والتفكير العلمى بدأ يتخذ طريقه إلى العقل الأوربى، هنا شعر
الأدباء بالتحدى الراهن، وقرروا الانطلاق قى سباق مع العلم، وللحق، فقد فاز
الأدباء بهذا السباق وقتها.
كانت
كلمة السر فى ذاك الزمن، اسمين:
الفرنسى
"جول فيرن" (1828 - 1905).
والانجليزى
"هربرت جورج ويلز" ( 1866 - 1946).
***
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق