الأربعاء، 13 فبراير 2013

ززززززززززززز




(المنظر لغرفة واسعة ، تتركز الكاميرا على شاشة بلازما عريضة تنقل الأخبار، المذيع يتحدث عن وحشية الجيش السورى ، وقمعه للمدنيين ، تبتعد الكاميرا ببطء ، فيدخل الكادر صورة مكتب كبير ، خلف المكتب يجلس رجل عسكرى ، وتلمع على كتفه رتبته الكبيرة ، تبتعد الكاميرا أكثر وتوضح تراجع الرجل بظهره ، وغوصه جسده فى الكرسى الوثير).

- زززززززززززززز .

لا يزال الكادر يلتقط ظهر القائد ، ويوضح تضجره من الأزير ، فيبعدها كفه بإنزعاج ، ثم يعود –مجددًا- إلى متابعة الاخبار .

(طوال مدة الفيلم لا يظهر وجه الرجل).

- زززززززززززز

لا تزال الذبابة مصرة ، فتتابعها الكاميرا لثوان ، ثم يتنقل لتركز على قبضة الرجل ، وتكورها بغيظ .

صورة خلفية لرأس الرجل تتلفت يمنة ويسرة ، أها ، ها هى ذى ، أمسك القائد بالمضرب البلاستيكى ، وهوى بها على الحشرة مرة بعد مرة .

- زززززززززززز

لم تزل الحشرة تناور ، يروادها الطموح فى الحياة .

تدنو الكاميرا من يد القائد التى تأنت ، وتمهلت لحظة ، ثم هوت بالضربة الأخيرة .
الذبابة تتقلب فى نزعاتها الأخيرة ، إنه كان صراع غير متكافئ على أى حال.

التلفاز عرض صور محاكمة المدنين ، راقت مشاهد المحاكمة له ، فتصور الكاميرا نصف وجهه السفلى ، والذى حفرت فيه إبتسامة رضا .

إمتدت يد العسكرى إلى المكتب ، والتقط ورقة ، وحرك الذبابة المحتضرة بالمضرب .

- زز .....زز .....زز

حتى وسطها فى قلب الورقة ، ثم طوى الورقة عليها بحرص ، وتحاشى بقرف أن تمسها أنامله الذبابة.

وأخيراً ألتقط قلمه الذهبى من مقلمته الشيك ، وكتب على ظهر الورقة بخط أنيق:

- تحال إلى محكمة عسكرية .

هناك 5 تعليقات:

  1. وكمْ تكشفُ الكاميراتُ من مخازٍ !

    ردحذف
  2. تصوير جميل اووى يا استاذ ياسين حقيقى علاقه غير مباشره وكأنهم حشرات للأسف

    ردحذف
  3. متشكر قوى على اهتمامكم بالتعليق.
    دى أجمل حاجة بتدينى دافع انى أمسك القلم واكتب.
    :)

    ردحذف
  4. الله ينور يا ياسو دمت مبدع

    ردحذف

المشاركات الشائعة

"