الثلاثاء، 27 نوفمبر 2012

هالات سوداء

حملت له المرآة مفاجآة، لذلك دقق النظر فيها بوسع عينيه،  لم يزل –بعد – غير يصدق، هتف لنفسه:
-أنا!!
أهذه هالات حول عينىّ أنا؟!
لاحظت ابنته وقفته الجامدة، وإنفعاله أمام صفحة المرآة:
- ماذا هناك يا أبت؟! ما لك تنظر للمرآة هكذا؟! ليست عادتك.
جذبها إليه، وأشار لإنعكاسه على المرآة:
- تعال يا نادية،  أترين هذا الذى حول عينىّ؟
- نعم، إنها هالات سوداء جراء السهر.
اعتصر الأب يدها فى عصبية، ورد بنفس اللهجة:
- كلا، العاديين  فقط من يتأثرون بالإرهاق والسهر، أما أنا فلا، إننى أقوى من أن يحدث لى ذلك.
دقق عادل فى  المرآة ثانية، فانقلبت  مشاعر دفعة واحدة، و تحول من العصبية إلى التأن، وشعرت نادية بقبضته تتراخى، وتحرر ساعدها قليلًا.
ابتسم الأب  بإنتصار:
- آه، لقد إكتشفت الخطأ،  المرآة غير دقيقة، لإنها متسخة بعض الشئ، لذلك ترسم هذه الهالات الوهمية حول عينى.
تراجع عادل ارتياحًا لهذه النتيجة، فحاولت نادية أن تصحح له، وتؤكد له أنها حقيقية إلا أنه لم يعطيها فرصة، وأولاها ظهره قائلاً:
-نادية، قولى لأمك أن ترفع هذه المرآة المتسخة من هنا، انصرف الأب وقد حسم أمره، لقد قرر ألا يعيد النظر إلى هذه المرأة، ولا  إلى غيرها.

                                                                                                                                                        (تمت)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة

"