الجمعة، 14 سبتمبر 2012

(دائرة المجهول): وقائع مرعبة حقيقية، تتحول إلى كتاب


(دائرة المجهول)
تجربة أدبية المزج فيها بين الغرائبيات + الرعب +  الرومانسية + قدر عابر من الخيال العلمى، قد سعينا قدر الإمكان أن يكون كل هذا  صادقًا ومتقنًا فى الوقت ذاته.
فـ.. (دائرة المجهول) ليس قصص خيالية بالكامل، بل هى استيحاء من دوائر مرعبة حقيقية، دوائر سقط  فى رحاها  مؤلفو العمل أنفسهم، وصدقونى هذا شئ محبط لأى كاتب رعب، إننا كما يقول الأستاذ جيلنا (أحمد خالد توفيق ) ، أعتدنا أن نقف خلف المدفع، ولم نتوقع- أبدًا-  أن نكون أمامه.
لقد أحببنا وأعتدنا أن نطهو هذا السم الشائق للآخرين، ولم يخطر ببالنا أن نتذوقه يوما بالضرورة.
 لن نتكلم اليوم عن الأحداث داخل (دائرة المجهول)، بل سنروى الوقائع التى خارج  الكتاب، لقد قررنا - كمؤلفين للعمل- أن نقر ونعترف، إننا نعلن ونحن بكامل قوانا العقلية أننا لن نختبئ وراء شخوص خيالية، لن نجعلها تقول عنا أننا شعرنا بالخوف فى تلك المواقف،  بل سنتحلى بالجرأة ونقول متى خفنا؟ وكيف؟ وإلى أى مدى؟
مممممممممم..
حسناً، من يبدأ من كتيبة أسرى المجهول؟ ياسين يتظاهر باللباقة ويقول لداليا: السيدات أولًا.
على رسلك يا ياسين، أنت بهذه الطريقة تخاف مرتين، مرة خفت أثناء القصة الحقيقية، والآن تخاف ثانية أن تقول أنك خفت، ثم أنك تكرر كثيرا كلمة أوسكار وايلد (الشئ الوحيد الذى يجب أن نخافه، هو الخوف ذاته)، فمن الأفضل أن تبدأ أنت.
اعترض ياسين : أنا لا أخاف ، لنقل أننى ارتبكت حينها قليلًا، ثم أن العقل والمنطق  يحتم أن تبدأى أنت فى كل الأحوال.
كيف؟
أنسيت أن روايتك اللعنة هى أول رواية فى الكتاب؟ لذلك يجب أن تبدأ مؤلفة (اللعنة) بالحديث عن الأحداث الحقيقية وراء قصة (اللعنة) .
حاولت داليا أن تعترض، ثم وجدت أن منطق ياسين قوى، حسنًا.. لن يضير أن تكون شجاعة أدبًا أكثر منه، وقررت أن تبدأ.
                                     
                                          *************
اسمى داليا مصطفى صلاح .
من الجيزة.
أعمل مشرفة إدارية بمدرسة، وأضيف عليها أننى أحب كتابة القصص.
إسم دائرة المجهول التى وقعت أسيرة لها هى  "اللعنة"، وهى روايه بدأت فكرتها على شكل كابوس كنت استيقظ منه دائمًا مفزوعة، تكرر كثيرًا وكان كل ما أتذكره منه عندما أستيقظ انى كنت مع شخص فى مبنى مريب تمتلكه عائلته، كان من الممكن ان يكون هذا مجرد كابوس ضمن مجموعه الكوابيس العديدة التى تراودنى ولكن حدث حينها أكثر ما أخافنى.
انتهت الامتحانات وأخذت أبحث عن مكان ابدأ فيه تعلم اللغات حين وجد إعلانًا عن مركز يعطى شهادات معتمدة وكان العنوان قريبًا من منزلى، فذهبت لأراه.
وكانت المفاجأة حين وجدت نفسى أدخل لذات المبنى الذى ظللت أحلم به أيام عديدة، نفس الطوابق والمشاهد التى كنت أراها.  
 خرجت من المكان مرعوبة وخاصة أن أحداث الكابوس كانت لا تزال تتردد فى عقلى وشعرت أنه قد يتحقق.
وما إن وصلت إلى منزلى كان أمامى حل من اثنين، أن أظل خائفة، أتخيل المكان والكابوس، أو أننى أخرج تلك الأفكار كلها على ورق.
وكان الحل الثانى هو الأقرب، فنفذته. 
كانت البطلة هى التى تحكى القصة، وظل الأمر هكذا حين شعر أن البطل الملعون لديه المزيد ليقوله.
أخيرًا وصلت (اللعنة) للشكل الذى ستصدر به عن دار ليلى ضمن كتاب دائرة المجهول بالاشتراك مع صديقى الكاتب ياسين احمد، الذى وللمصادفة وجدت أفكاره تدور فى ذات الاطار حول دائرة المجهول فوضعنا قصتينا معًا وطرحنا الفكره على الانترنت ليشاركنا آخرين.
ولتحقيق فكره الكتاب الشامل الذى يحتوى على روايات قصيرة، قصص قصيرة، مقالات كلها تدور فى فلك واحد .

                                      **************
أيها الأخ ياسين.. هل نمت؟  استيقظ.. لقد جاء دورك.
احم احم.. نعم، لكنك هكذا أربكتينى، هل أبدأ من الحديث عن خيوط الظلام؟ أم عن بداية تجربتنا  الجماعية فى الكتاب؟
أبدأ من حيث تريد أن تبدأ، إن المايك معك كما يقولون.
حسناً سأبدأ من خيوط الظلام.

                                      **************
اسمى ياسين أحمد سعيد.
أنتمى لأحد القبائل الصعيدية فى أسوان، حيث النشأة وسط تراث ثرى من القصص والخرافات الشعبية، ولطالما استمعت وأنا أستمع إليها من أفواه الجميع.
من الجدات وهن يغزلن الصوف، أو يضربن الودع.
من أصدقائى ونحن نتسامر فى ليالينا الصيفية الغابرة.
وكانت البداية بلا جدال أننى سمعتها من أمى، كانت محاولة حنون منها لأن تسلى طفلها المتبلد الذى هو أنا، مشكلتى أننى كما أصف نفسى: كنت طفل متبلد تجاه هذه الأمور، تستمتع أذناى بتلك الحكايات، ويطرب لها قلبى لأننى من مكان له جذور وتراث.
حتى الآن هذا جيد بالنسبة لمن حولى، ثم يتضايقوا منى عندما يبدأ عقلى فى نقد الخرافة، وتمتد أظافرى  لتشوه ملامحها، دائما أنا عاشق فى محراب تراثنا الأسطورى،  لكن أعذرونى عندما تطلبوا منى تصديقه.
ألاحظ أننى كتبت نصف صفحة، وحتى الآن لم أتكلم فى (خيوط الظلام) نفسها، عفوًا لقد ظننت هذه توطئة لابد منها، لقد أردت القول أننى سأصدق داليا القول: لقد خفت فعلاً يا داليا لمدة 30 ثانية، ها أنا ذا لا أكابر وأعترف بالحقيقة، تعلمين أن هذا اعتراف صعب على ّ على كل الأصعدة، كرجل، وكصعيدى، وكهاوى لكتابة الرعب.
المشكلة أننى شخص مرتب غالبًا، وأحب السير طبقا لخطة وجدول، ويومها لم أكن أضع فى جدول أن أصاب بالخوف، حتى لو كانت مدة قصيرة كالـ30ثانية.
فالجدول كان مزدحمًا بما يكفى يومها، الاستيقاظ فى الخامسة، تجهيز حقيبتى وكتبى، ثم  عادتى السيئة بتجاهل تناول أى إفطار، الاسراع لللحاق  بقطار الفجر، هذا ليس أسوأ ما فى الموضوع، المشكلة أن المواصلات مقطوعة فى هذا الوقت، ويجب علىّ قطع الطريق إلى المحطة سيرًا على الأقدام، وهى ليست مسافة طويلة، إنها لا تزيد عن 5 كيلو مترات فحسب.
الكيلو متر الأخير منها هو منطقة موحية جدًا،  إنها مقابر قريتى ، يليها الكوبرى القديم، وهذه المنطقة بالذات  تكثر حولها الأقاويل، هناك أشباح المقبرة من ناحية، ثم أشباح الكوبرى مسألة آخرى، فهذا الكوبرى منحنى بدرجة حادة وخطرة، وبالتالى شهد عددًا فلكيًا من الحوادث، ولابد لتلك الأشباح أن تجد لديها ما يسليها ليلًا، قيل لى إذا وقعت حادثة يجب أن نغطى دماء القتلى بحبوب العدس قبل أن تجف ، لأن هذا سيمنع من ظهور أشباحهم فيما بعد، قيل لى ألا أهرب أو أعطيه  ظهرى لأنه سيكون خلفى حينها، قيل لى إنه سيحاولى إخافتى بكل السبل، هنا يجب أن أثبت، وأقول له ببجاحة: لتتقم أولاً ممن قتلك.
هذا كله عظيم، المشكلة أننى أقطع هذه المنطقة كثيرًا، ولم أر خلال  ذلك شبح واحد، وبالتالى:  أنتم تتخيلون يا أنصار الخرافة، هذا هو التفسير الذى لم يخطر ببالكم، أى شئ يتحرك فى الظلمة تعتبرونه تجسد لتلك الاشباح، وسيتكفل الليل والخيال بالباقى.
و فى اليوم التالى،  تتحفون غيركم بمغامراتكم السرابية.
هذا هو المنطق الذى طالما أقتنعت به، لكنه لم يسعفنى حينها.
كنت قد وصلت للمحطة، وجلست وحيدًا على كرسى بارد عليها، عندها اندفع الإدرينالين فى دمائى وانا أسمع تلك الضحكة الشيطانية، لقد وصفت هذا تفصيلًا فى الفصل الاول من خيوط الظلام، لقد حاولت أن أصف الصوت، فملأت القصة بمحاولة ترجمة سمعية لها على غرار:
هههههههههههههها هوووووووووواااااااااااا
هههههههههههااااااااااااااووووووو
بالطبع شكل ذلك سقطة ومحل نقد للقصة، وتلقيت ساخرة كثيرة من رداءة وصفى، صدقونى اننى حائر حتى الآن تجاه ذلك، فالصوت بدا أنه لم ينتمى لأى كائن، بدا مقبضًا، قاتمًا، عاليًا.
فكيف يمكن أن أحبس كل هذا كاملاً فى ورق، هذا خارج نطاق إدراكى، خارج نطاق العقل، وبالتالى كان خارج نطاق أن أصفه  كتابة بدقة.
أما ما حدث معى بعدها، فهو كما يرويه الفصل الاول فى بدايته، حينها كنت على كرسى تحت مظلة المحطة، حاولت تمالك ذاتى، وهنا حاولت بهيستريا استعادة قناعاتى:
"الأشباح لا وجود لها"
" قد تكون تحوى هذه المنطقة مقابر فرعونية كما يقولون، لكن الرصد لا وجد له عن قدماء المصريين"
و الرصد: جان سخره الفراعنة لحماية مقابرهم، و يتخذ الرصد - حسب المعتقد الشعبى - شكل طائر نارى أو ثعبان ضخم.
"وبالتالى يجب أن أستبعد احتمالىّ الأشباح والأرصاد، ماذا تبقى إذن يا صاحب العقل الكمبيوتر؟!!!!"
" قد يكون ما أسمعه صوت طبيعى وخيالى يتكفل بالباقى"
"لكن كيف يكون طبيعى؟ إنه واضح كأقصى ما يكون، ويكاد يخرق طبلة أذنى، ولا  أسمع أو أعرف له نظير فى الطبيعة؟"
"ماذا يمكن أن يكون إذن؟"
" ما رأيك أن ترى بنفسك؟ غادر  المحطة، وتلف حولها إلى ناحية مصدر الصوت؟
"أهذا ضرورى؟ أعنى أن القطار قد يدخل المحطة فجأة".
"تعرف أن دوى القطار يسبقه قدومًا بنحو نصف ساعة؟ قل بصراحة لو كنت تخاف لا سمح الله".
- ..........
" صدقنى ستندم لو لم تقدم على ذلك، ستظل تسأل نفسك طوال عمرك: هل كان ذلك شبح حقيقى، أم كنت أتوهم؟ لن تستطيع بعد الآن كتابة  قصة بطلها مقدام، كيف تتشدق بالحديث عن الجرأة وانت لم لم تسر خطوة فى طريقها؟"
كانت تلك الخواطر كافية لأن أحسم قرارى، غادرت المحطة.
قطعت طريقى بأسرع مما أستطيع، البرد والرهبة يدفعاننى لهذه الهرولة، فالفجر فى أسوان يحمل هذه الصفة دائمًا، وأملت فى أن يدفع النشاط الدماء فى عروقى، والحماسة  أيضًا.
درت على الجانب الآخر، و....... وأنتم تعرفون من القصة ماذا كان مصدر الصوت؟
لم أصدق حينها ما يحدث، كنت مثل حاسب هّنج إثر حمل ثقيل على داوئره، واستمرا بلغة الكمبيوت : إن المدخلات التى استقبلتها عيناى، لم تتوافق مع ما تسمعه أذناى.
أيمكن أن يكون هذا الكائن التافه، هو ما يسبب هذا الصوت الرهيب، إنه ليس الصوت الطبيعى لمثله أبدًا، ولا حتى قريب منه، ثم قررت أن أنحاز للمنطق العلمى، أمامى مخلوق طبيعى صوته غريب، هذا الصوت الغريب ليس كاف لأن أعتبره شبحًا، فتصرفاته وحركته عادية جدًا، و لا يوجد به ما يخيف أو يريب سوى صوته، الآن عرفت كيف تبدأ خرافتنتا عنا الأشباح، هناك دومًا موقف مثل هذا، ثم يحكى أحدهم صباحًا عن الشبح المتجسد فى صورة كائن طبيعى، وكيف كاد يحمله معه إلى العالم السفلى،و... و....
لقد تنبأت مقدما بأن هذا كله سيحدث، وبأن خرافة جديدة ستولد وتوضع فى سجل تراثنا الحافل، ومن هنا قررت استباق الكتابة عن الموضوع، على الأقل سأتكلم عنه عن تجربة، عن مشاعر وانفعال حقيقيين.
 وفى أقرب فرصة  أمسكت  القلم، وبدأت أنسج على الورق (خيوط الظلام).
                                     ***************
الآن انتهينا من تجربتى ياسين و داليا الشخصيتين، حان الوقت إذن لنتحدث عن فكرة الكتاب العامة، الفكرة بدأت من أسوان كما قالت داليا، من الشخصية غريبة الأطوار التى يصطلح عليها تحت اسم (ياسن أحمد سعيد).
- إن لدى فكرة يا أ.داليا؟ و  لا أعرف – حقيقة - إذا كنت ستتقبلنها أم لا؟ ما رأيك أن نشترك سويًا فى عمل  جماعى، إننا – كشباب-  نعانى من إغلاق الحياة لدائرتها علينا، وطحن رحاها لأجسدانا خلال دورتها القاسية، جيلنا منح اللا أمل، ويطلب منه طوال الوقت أن يصنع  منه - بمعجزة -  الأمل.
كلنا وقعنا أسرى لتلك الدائرة القاسية بشكل أو بآخر.
 فما رأيك أن تكون هذه هى المضمون المشترك لكل قصص الكتاب، على أن يعبر عنها  كل طريقته من خلال  الغرائبيات أو الخيال العلمى أو الرعب؟
لقد لفت نظرى أن لك قصة تقدمت بها إلى دار ليلى، وبعد أن تمت الموافقة عليها، لم تتمى التعاقد بسبب ظروف خارجية، قصتك كان اسمها (اللعنة)، وبما أنها لعنة فسوف تكون بالبديهة مناسبة للموضوع، وأنا أيضًا تقدمت قصة لدار ليلى، ورفضت بسبب أن عدد كلماتها أقل من اللازم، قصتى تلك لها تكملة وأجزاء أخرى، لكننى فكرت ألا أكملها حاليًا، وبدلًا من ذلك، أقدم هذا الجزء وحده بصحبة زملاء آخرين، وهذا يرجع لعدة أسباب:  
- أن التجربة الجماعية ستضيف لكل الأطراف .
- أعتقد أن الموضوع سيكون صادقًا وحقيقيًا، وسيمس كل الشباب، حتى أن قصتى استوحيتها من موقف حقيقى فعلًا.
- ياللعجب!! أنا أيضًا استوحيت قصتى من موقف حقيقى، مممم، الفكرة ككل تبدو مقنعة.
هذا الحوار تقريبًا هو ما نستطيع أن نعتبره منشأ الفكرة، ومرت الفكرة بعدد من التطورات، وطوال المشوار طرح ياسين بعض الأفكار الغريبة من حين لآخر،  فاقترح أن بما أن لعنة الدائرة تسحق كل الشباب إثرها، فسيكون أكثر إثراء للكتاب أن يضم بعض الأقلام الأخرى، صحيح أن روايتى (اللعنة) و (خيوط الظلام) كبيرتى المساحة، بالإضافة إلى  الموضوعين القصيرين (فجر أدب الغرائبيات) و(عبر الأبعاد) لكن لنحاول أن نتمسك بفكرة جماعية مآساتنا، وهكذا طرح الكاتبان الموضوع على  الفيس، وشرحا الفكرة، وراهنا حتماً ان هناك شباب سيتحمسون، وسيكتبوا فى هذا الموضوع.
وهكذا انضم إلى أسرى المجهول، الكاتب الجميل د. (مصطفى سيف الدين )، من قنا،  ليزيد عدد الصعايدة فى الكتاب إلى إثنين، وأضاف د. مصطفى رائعته القصيرة (أرواح ودمى )، وهى قصة تلتحم فيها الفانتازيا مع الرومانسية الحالمة.
ثم جاءت صرخة تنمتى إلى أدب الخيال العلمى، إنها صرخة هادرة محذرة على شكل قصة، قدمها الأديب الواعد معاذ بويدو، وهذه الصرخة كانت مؤثرة بلا شك، حتى أنها قطعت كل هذه المسافة الطويلة من المغرب العربى، نعم.. فالكاتب  معاذ بويدو مغربى الجنسبة .
لم تتوقف قدرات معاذ عند الكتابة عن المجهول، فقد اقترح رسمه أيضًا، وهكذا فاجئ طاقم الكتاب أنه مصمم جرافيك، ولديه استعداد لتصميم الغلاف وورسوم القصص الداخلية،  وبالفعل صاغ فكرة غلاف الكتاب الحالى، وكان من المفترض أن يكون غلاف داخلى لقصة خيوط الظلام فى الوقت نفسه، وظهر فنان جديد انضم للكتاب، إنه الرائع (أحمد شعبان) الذى صمم تشكيل فنى متقن كغلاف لقصة داليا (اللعنة)، أحمد شعبان بالمناسبة هو  الصعيدى الثالث فى أسرة الكتاب، بل أنه ينتمى لمركز كوم امبو نفسه الذى ينتمى إليه (ياسين سعيد)، ومر العمل الأدبى بأمراحل مفرحة وآخرى محبطة وثالثة غريبة.
الأخبار الجيدة: أن التعاقد تم مع دار ليلى فى النهاية، إن أ. محمد سامى شخصية محترمة، لذلك ظل التعامل معه هدف مؤجل لداليا وياياسين، ولم يحبطهما الظروف السابقة التى حالت دون ذلك،  وجاء خروج (دائرة المجهول) ضمن مشروع النشر لمن يستحق- المرحلة الثالثة، وجاءت رسالة  فوز الكتاب فى المشروع يوم 19مارس الماضى، إن ياسين لا ينسى لحظة تلقيه رسالة البريد الإلكترونية، فقد تصادف مع عيد مولده، ويالها من مصادفة، تلات ذلك محطة آخرى للسعادة، وذلك عندما قرأ الإستاذ الكبير (شريف شوقى) العمل، وقبل أن يكتب له المقدمة.
فقال عن كاتب (خيوط الظلام): "يمتاز الكاتب برشاقة الأسلوب وتدفق الأفكار، وهو قادر على أن يأخذك معه إلى عالمه الخاص لتغوص معه في تفاصيل الرواية، حيث يختلط فيها الواقع بالخيال على نحو يصعب تفرقته".
أما عن داليا فقد حازت شهادة لا تقل روعة من مؤلف سلسلتى (زهور) و(المكتب 19)، وذلك عندما وصفها بأنها:
-"قد كتبت الرواية بأسلوب يفيض بالحيوية والغموض في آن واحد.. الرواية شيقة للغاية وتستحق الثناء، وأظن أن الكاتبة قادرة على كتابة الروايات الرومانسية أيضا، وأنها يمكن أن تضيف الكثير للكتابة في المجالين".
وهكذا ظن طاقم (دائرة المجهول)  أن الحياة فى طريقها لأن تصير  وردية وحالمة، لكنهم كانوا مخطئين، لقد أسكرتهم  الفرحة، خصوصا بعد مقدمة أ. شريف، فنسوا  موضوع كتابهم عن الضياع فى المجهول، وأن كل الشباب عرضه فى أى لحظة له،  وبالتالى بدأت التطورات السيئة تحدث، لقد اتضح أن طباعة الرسوم ضمن الكتاب مكلف بدرجة رهيبة، كما أنه يرفع السعر على القارئ، وبالتالى تم حذف الرسوم الداخلية، وتألم الكل لعدم ظهور تضمن الكتاب  تصميم (أحمد شعبان ) الخاص برواية اللعنة، كم كانت الظرف قهريًا وقاسيًا، لكن أحمد تقبل الموضوع ببساطة، وأكد التجربة فى حد ذاتها أضافت له، وأنه يصمم ليمتع نفسه قبل أى شئ.
وطال نحس الكتاب  قصة ياسين القصيرة (عبر الأبعاد) ، فقرر حذفها منه لأسباب تتعلق بكبر حجم الكتاب.
(نشرت لاحقًا ضمن كتاب (الكون المعكوس)، وحازت على جائزة (نهاد شريف) للخيال العلمي)
كما تسبب ياسين كالعادة فى هذا خطأ أخرق، فقد حذف القصة، فى حين نسى تمامًا إشعار الدار بحذف عنوانها من الغلاف الخلفى، وهذا هو السبب وراء كتابة  إسم القصة  على الغلاف الخلفى، وبالطبع يبحث القارئ عن القصة داخل الكتاب فلا يجدها، لعل بعضهم  سيخمن أن القصة هاجرت من الكتاب، وارتحلت منه إلى بعد آخر.
هذا ليس الشئ الغريب الوحيد فى تجربة (الدائرة)، فجدير بالذكر أن كل أسرة الكتاب ألفوا الكتاب، ونفذوا رسوماته، وتشاركوا مراجعة نسخته التجريبية، كل هذا دون أن يلتقى أحدهم الآخر فى الواقع، كل شئ تم عبر شبكة الإنترنت.
حتى أحمد وياسين لم يلتقيا أبدًا رغم إنتمائهما  لنفس المحافظة، ونفس المركز، والسبب هو تواجد ياسين شبه الدائم فى عمله بالأقصر.
و حتى عند توقيع العقد، كان من المفترض أن يحضر داليا وياسين إلى  مقر الدار، و يوقعا العقد شخصيًا مع أ.محمد سامى كما كان يتمني، لكن ظروف العمل  لدى ياسين كان لها رأى آخر، فمنعت عنه  سعادة لحظة كهذه،   فقابلت  داليا أ. محمد سامى وحدها لتوقع العقد، وأكمل ياسين التوقيع  إلكترونيا من الأقصر، وهو ينعى حظه كالعادة.
أخيرًا خرج دائرة المجهول للنور خلال يولية 2012، أخيرًا  صار شئ مادى ملموس له دفتين، كلتاهما تحيطان بأوراق لها رائحة الحبر، وبين طيات هذا العمل تتسربل أحلام مؤلفيه وكوابيسهم.. خيالهم وواقعهم..
نتمنى منكم  أن تطلعوا على هذه التجربة، وأخبرونا رأيكم، وأمنيتنا أن تجدوا فى تلك العوالم  ما يمتعكم.
                                                                                          
الموقع أدناه :
 أسرى دائرة المجهول
***
ياسين أحمد سعيد
داليا مصطفى صلاح
مصطفى سيف الدين
معاذ بويدو
أحمد شعبان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة

"